تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
المتقدمة، فلا نطيل الكلام بالتعرض له مع عدم الحاجة إليه بوجه، وتصوير اجتماعهما بأن يفرض كون فعل مقدمة لواجب وعلة لارتكاب محرم.
لكن لا يخفى عدم إمكان اجتماعهما - أيضا - كالنفسيين فإن ذينك الواجب والحرام إن كانا متساويين عند التزاحم - بأن لا يكون امتثال أحدهما أهم من الآخر - يكون الحكم التعليقي المنجز، فإن اختار امتثال الواجب يكون (1) ذلك الفعل مقدمة له لا غير، أو امتثال الحرام يكون (2) تركه مقدمة له لا غير، وليس في حقه الآن كلا الطلبين حتى يقتضيا وجوبه وتحريمه معا مقدمة، بل أحدهما مع تفويض التعيين إلى المكلف، بمعنى أن أيهما عينه واختاره كان حكما فعليا له، فيتعين في حقه، وإن كان أحدهما أهم من الآخر فلا يعقل بقاء غير الأهم حينئذ إلا على وجه التعليق، وقد عرفت أنه لا يصلح لأن ينشأ منه طلب غيري إلى ما يتوقف عليه، لرجوعه إلى طلب الشيء على تقدير حصوله، فافهم، والله أعلم.
زيادة متعلقة بمقام الفرق بين مسألة دلالة النهي على الفساد ومسألة بناء المطلق على المقيد: وهي أنه قد مر - في مطاوي كلماتنا المتقدمة في وجه الفرق - تسليم أن قوله: - أعتق رقبة، ولا تعتق رقبة كافرة - من أفراد محل النزاع في مسألة دلالة النهي على الفساد، فيسأل حينئذ: ما الفرق بين قوله:
- صل ولا تصل في المكان المغصوب - حيث إنهم حكموا بصحة الصلاة حال الغفلة عن الغصبية، أو نسيانها، أو الجهل بها جهلا يعذر فيه المكلف، وبفساد عتق الكافرة في جميع الأحوال مع أنهما من باب واحد.
لكنه مدفوع: بأن كون كل منهما مثالا لتلك المسألة إنما هو بالنظر إلى ظاهر الخطاب من كون النهي متعلقا ببعض أفراد الطبيعة المأمور بها، وكل منهما

(1) و (2) في النسخة المستنسخة: فيكون.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377