النصارى للمسيح عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به! ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنك تبرئ ذمتي، وتقاتل على سنتي، وأنك غدا على الحوض خليفتي، وأنك أول من يرد علي الحوض، وأنك أول من يكسى معي، وأنك أول داخل الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، يكونون غدا في الجنة جيراني، وأن حربك حربي وسلمك سلمي، وأن سرك سري وعلانيتك علانيتي، وأن سريرة صدرك كسريرتي، وأن ولدك ولدي، وأنك تنجز عداتي، وأن الحق معك، وأن الحق على لسانك وقلبك وبين عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، وأنه لن يرد علي الحوض مبغض لك، ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك.
قال: فخر علي (عليه السلام) ساجدا، ثم قال: الحمد لله الذي أنعم علي بالإسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين، إحسانا منه وفضلا منه علي.
قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لولا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي (1).