موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
أبي سرح على مصر، ومعاوية بن أبي سفيان على الشام، وعبد الله بن عامر على البصرة. وصرف عن الكوفة الوليد بن عقبة، وولاها سعيد بن العاص (١).
١١٤٠ - أنساب الأشراف: أما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه أسلم، وكان يكتب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ فيملي عليه: " الكافرين " فيجعلها " الظالمين "، ويملي عليه: " عزيز حكيم " فيجعلها " عليم حكيم "، وأشباه هذا.
فقال: أنا أقول كما يقول محمد، وآتي بمثل ما يأتي به محمد، فأنزل الله فيه:
﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل مآ أنزل الله﴾ (2).
وهرب إلى مكة مرتدا، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتله. وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاع؛ فطلب فيه أشد طلب حتى كف عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقال: أما كان فيكم من يقوم إلى هذا الكلب قبل أن أؤمنه فيقتله!!
فقال عمر - ويقال أبو اليسر -: لو أومأت إلينا، قتلناه. فقال: إني ما أقتل بإشارة؛ لأن الأنبياء لا يكون لهم خائنة الأعين. وكان يأتي النبي (صلى الله عليه وآله)، فيسلم عليه.
وولاه عثمان مصر (3).

(١) مروج الذهب: ٢ / ٣٤٣ وص ٣٤٦، الفتوح: ٢ / ٣٧٠، الكامل في التاريخ: ٢ / ٢٩٩ كلها نحوه.
(٢) الأنعام: ٩٣.
(٣) أنساب الأشراف: ١ / ٤٥٤، سنن أبي داود: ٣ / ٥٩ / ٢٦٨٣، المستدرك على الصحيحين:
٣ / ٤٧ / ٤٣٦٠ و ح ٤٣٦١ وص ٤٨ / ٤٣٦٢ قال الحاكم: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر قبل دخوله مكة بقتل عبد الله بن سعد وعبد الله بن خطل، فمن نظر في مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان وجنايات عبد الله بن سعد عليه بمصر إلى أن كان أمره ما كان، علم أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان أعرف به "، المغازي:
٢ / ٨٥٥، تاريخ دمشق: ٢٩ / ٣٤ - ٣٦، الاستيعاب: ٣ / ٥٠ / ١٥٧١، المعارف لابن قتيبة: 300 كلها نحوه.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست