السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٨٧
وكان أعورا، فقال لحجر: " إن أمير المؤمنين أمرني بقتلك يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان، والمتولي لأبي تراب (وهو لقب أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي، وكان أحب الأسماء إلى علي) وقتل أصحابك، إلا أن ترجعوا عن كفركم وتلعنوا صاحبكم (أي الإمام علي) (1) وتتبرأوا منه، فقال حجر وجماعة من أصحابه: إن الصبر على حد السيف لا يسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله وعلى نبيه وعلى وصيه، أحب إلينا من دخول النار، وأجاب نصف أصحابه إلى البراءة من علي، وقتل حجر وألحق به من وافقه على قوله من أصحابه " وكان حجر أول من قتل صبرا في الاسلام، وقد هال قتل حجر بن عدي الكثير منا لناس، وعلى رأسهم السيدة عائشة رضي الله عنها وحين اجتمعت بمعاوية قالت له: يا معاوية 6 أقتلت حجرا وأصحابه فأين غرب حلمك عنهم، أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات "، وكان محمد بن سيرين المسلمين كانوا يرون في حجر: المسلم الصادق الامر بالمعروف والناهي عن المنكر، قضى شهيدا في سبيل الجهر ما خلع طاعة وما فارق جماعة، وإنما أنكر على الولاة لعنهم خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روي أن حجرا أوصى عند قتله " لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما، فإني ألاقي معاوية غدا على الجادة " وقيل إن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول " يومي منك يا حجر طويل " (ثلاث مرات)، ولكن الناس على الإساءة يحيون، فإذا ما ماتوا انتبهوا، وقيل إن الناس كانوا يقولون: إن أول ذل دخل الكوفة موت الحسن بن علي، وقتل حجر بن عدي، ودعوة زياد، وروى عن الحسن البصري أنه قال، فيما يروى الطبري، " أربع خصال كن في معاوية، لو لم يكن فيه منهن واحدة، لكانت موبقة: إنتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة

(١) روى الإمام أحمد في المسند والفضائل والحاكم في المستدرك والهيثمي في مجمع الزوائد والطبراني في الثلاثة وأبو يعلى والنسائي في الخصائص عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم، فقلت سبحان الله أو معاذ الله، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سب عليا فقد سبني ".
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172