السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٧٦
ان أهل البيت في الآية من ذكرنا (علي وفاطمة وولداهما) فثابت بالنص والاجماع (وقد ذكرنا ذلك من قبل عند تحديدنا لأهل البيت) واما خبر الآحاد فقال الشيعة عنه: اننا أكدنا به دليل الكتاب، ثم هي لازمة لكم، فنحن أوردنا ها الزاما لا استدلالا، على أن الرأي عند (الطوفي) ان اية الأحزاب 33 (آية التطهير) ليست نصا ولا قاطعا في عصمة آل البيت، وانما قصا رآها انها ظاهرة في ذلك بطريق الاستدلال الذي حكيناه عنهم.
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى اننا سق ان أشرنا من قبل إلى دخول أبناء فاطمة البتول في حكم آية التطهير (الأحزاب 33) من الغفران، فهم المطهرون اختصاصا من الله، وعناية بهم لشرف محمد صلى الله عليه وسلم وعناية الله به، ويذهب بعض العارفين إلى أن حكم هذه النسبة لأهل البيت تكون في الدار الآخرة فإنهم يحشرون مغفورا لهم، قال تعالى: (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم (الرعد 24) قال سعيد بن جبير: يدخل الرجل الجنة فيقول ابن أبي أين أمي أين زوجي، فيقال لهم لم يعولوا مثل عملك، فيقول كنت اعمل لي ولهم، فيقال لهم ادخلوا الجنة)، ويقول ابن عباس: ان الله تعالى جعل من ثواب المطيع سروره بما يراه في أهله، حيث بشره بدخول الجنة مع هؤلاء، فدل على عنهم يدخلونها كرامة للمطيع العامل، ولا فائدة للتبشير والواعد الا بهذا، إذ كل مصلح في عمله قد وعد دخول الجنة، وبدهي انه إذا جاز ان يكرم الله تعالى عباده المؤمنين بالذين عملوا بطاعته، ونهوا أنفسهم عن مخالفته بان يدخل معهم الجنة من أهاليهم وذوي قربا هم من كان مؤمنا قد قصر في عبادة ربه، وخالف بعض ما نهى عنه، بطريق التبعية لهم، لا انهم قد استحقوا تلك المنازل بما أسلفوا من الطاعات في الدنيا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وامام المتقين، لولي بهذه الكرامة ان يدخل الله تعالى عصاة ذريته الجنة، تبعا له، ويرضى عنهم برضاه عنه صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن جرير في تفسيره عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته، وان كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه، ثم قرا (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172