السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٨٤
لشأنهم وتلك السنة سنة الله في خلقه، روى البخاري وأحمد والترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ".
ومن ثم فقد كان تاريخ آل النبي الكرام البررة يفيض بالمآسي والآلام بما تتفطر له القلوب وترتجف له الأحلام، غير أن ذلك لم يزدهم إلا مكانة عند الله، وحبا عند الناس، حتى أصبح ذلك الحب هو الفطرة التي فطر الله عليها عباده المؤمنين، لأنه حب في الله، ولله الذي بعث جدهم صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وبعثه للناس كافة هاديا ومبشرا ونذيرا، فأحبه المسلمون وأحبوا أهل بيته، عملا بوصيته صلى الله عليه وسلم، فلقد أخرج ابن سعد والملا في سيرته والمحب الطبري في الذخائر " استوصوا أهل بيتي خيرا، فإني أخاصمك عنهم غدا ومن أكن خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار "، وأخري الخطيب في التاريخ عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي "، وروى الديلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " أثبتكم على الصراط، أشدكم حبا لأهل بيتي "، وفي نفس الوقت حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من كراهية أهل بيته وإيذائهم، فلقد أخري ج الديلمي عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي "، وروى أحمد والطبراني عن أبي هريرة قال: نظر رسول الله صلى الله عليه إلى علي والحسن والحسين وفاطمة، صلوات الله عليهم، فقال: " أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم "، وأخرج الإمام أحمد مرفوعا: " من أبغض أهل البيت فهو منافق "، وأخرج ابن عساكر من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحب أهل البيت إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق " وأخرج الحاكم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه " لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار "، وأخرج القاضي عياض في الشفاء ما حاصله " من سب أبا أحد من ذريته صلى الله عليه وسلم ولم تقم قرينة على إخراجه صلى الله عليه وسلم قتل ".
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172