السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٩٨
بنو أمية حين لعنوا الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه، ولعنوا بنيه الطاهرين المطهرين بني الزهراء، بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الامر الذي فعله الأمويون جميعا، حاشا عمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.
ويروي ابن الأثير قصة ترك عمر بن عبد العزيز سب الامام في الجزء الخامس من الكامل فيقول: كان بنو أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، إلى أن ولي عمر بن العزيز الخلافة، فترك ذلك وكتب إلى العمال في الآفاق بتركه، وكان سبب محبته عليا انه قال: كنت بالمدينة أتعلم العلم، وكنت الزم عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، فبلغه عني شئ من ذلك، فاتيته يوما وهو يصلي، فأطال الصلاة، فقعدت انتظر فراغه، فلما فرغ من صلاته التفت إلى فقال لي: متى علمت أن الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان، بعد أن رضى عنهم، قلت: لم اسمع ذلك، قال: فما الذي بلغني عنك من علي، فقلت معذرة إلى الله واليك، وتركت ما كنت عليه، وكان أبي إذا خطب فنال من علي، رضي الله عنه، تلجلج، فقلت: يا أبه انك تمضي في خطبتك، فإذا اتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا، قال: أو فطنت لذلك، قلت نعم، فقال: يا بني ان الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم، تفرقوا عنا إلى أولاد، فلما ولي عمر الخلافة لم يكن عنده من الرغبة في الدنيا ما يرتكب هذا الامر العظيم لأجلها، فترك ذلك، وكتب بتركه، وقرا عوضه (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، فحل هذا الفعل عند الناس محلا حسنا، وأكثروا مدحه بسببه، فمن ذلك قول كثير عزة:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف بريا ولم تتبع مقالة مجرم تكلمت بالحق المبين وانما تبين آيات الهدي بالتكلم وصدقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فاضحي راضيا كل مسلم الا انما يكفي الفتى بعد زيغه من أولاد البادي ثقاف المقوم فقال عمر، حين أنشد هذا الشعر: أفلحنا إذا.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172