السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٨٣
القطب قد يكون من غيرهم، ولكن قطب الأقطاب لا يكون إلا منهم، لأنهم أزكى الناس أصلا، وأوفرهم فضلا، غير أن القطب من شأنه غالبا الخفاء وعدم الظهور، فإذ لم يوجد في الظاهر من أهل البيت من يصلح للاتصاف بالقطبية، حمل على أنه قام بذلك رجل منهم في الباطن، وأما القائم بتجديد الدين فلا بد أن يكون ظاهرا حتى يسير علمه في الآفاق، وينتشر في الأقطار، وهنا يفترض " ابن أبي بكر الشلي " في كتابه " المشرع الروي " أن المناصب الثلاثة، وهي: الخلافة الظاهرة وهي القيام بأمر الإمامة، ثم الخلافة الباطنة وهي القطبية، ثم منصب تجديد الدين على رأس كل مائة سنة، لا يقوم بها إلا رجل من أهل البيت، ولكن ما المراد بأهل البيت هنا، يجيب ابن أبي بكر، بأنه إن أراد صلى الله عليه وسلم بقوله " رجل من أهل بيتي " أي من سائر قريش، كما هوا لمراد بالخلافة الظاهرة، اتسع الامر، وربما أراد صلى الله عليه وسلم بذلك ما هو أعم من أهل البيت بالنسب، فقد صح أن مولى القوم منهم، غير أن هناك من اشترط أن يكون القطب من ذرية الإمام الحسين على وجه الخصوص، وهنا ربما كان رأى أبي العباس المرسي من أن القطب قد يكون من غير آل البيت، على أن يكون قطب الأقطاب منهم، ربما كان مقبولا إلى حد ما، وإن رجح ابن أبي بكر الشلي الاكتفاء بمطلق أهل البيت في القطبية أو أن يكون من أهل البيت من جهة الام.
7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء كرم الله أهل البيت وطهرهم من الرجس والأهواء والمطامع، ومن ثم فقد اصطفاهم لحماية دينه ونشر هدايته، وفي نفس الوقف فقد ارتضاهم محلا لبلائه وهدفا لقدره وقضائه ليضرب بهم للناس أروع المثل في التضحية، والناس معادن، " خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا " وأهل البيت، رضوان الله عليهم، بحكم صلتهم بأشرف خلق الله، هم أصدق الناس إيمانا، وأرسخهم يقينا، وأعرقهم أصلا، وأشرفهم حسبا ونسبا، ومن ثم فهم أولى الناس بمواقف الشرف والبلاء، والبطولة والفداء، وأجدرهم بالصدق عند اللقاء، والصبر في البأساء والضراء، ولهذا كانوا أقرب الناس إلى البلاء، تخليدا لذكراهم، وإعلاء
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172