منه أو عارض مبدأ اللعن والبراءة نفسه، وأكبر الظن أن الإمام علي كان على علم بما يلحق شيعته بعد وفاته، فقال لهم: ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة مني، فلا تتبرأوا مني، فإني لعلى دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".
ومع ذلك فقد فضل جماعة القتل على سب الامام والبراءة منه، بل فضلوا القتل على سماع المس بمقام الامام، منهم عمرو بن الحمق الصحابي الجليل، فقتله معاوية وبعث برأسه إلى امرأته فوضعت الرأس في حجرها، وقالت لرسول معاوية سترتموه عني طويلا، وأهديتموه لي قتيلا، فأهلا وسهلا من هدية غير قالية ولا بمقلية وروى اليعقوبي في تاريخ أن الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي كان من أصحاب حجر بن عدي الذين لا يسكتون على سب الإمام علي على منبر الكوفة، فأمر معاوية عامله زياد بن أبيه أن يقبض عليهم ويشخصهم إليه في دمشق، فهرب عمرو بن الحمق وعدة معه إلى الموصل، وبلغ عبد الرحمن بن أم الحكم، وكان عامل معاوية على الموصل، مكان عمرو بن الحمق الخزاعي، ورفاعة بن شداد، فوجه في طلبهما، فخرجا هاربين، وعمرو بن الحمق شديد العلة، فلما كان في بعض الطريق لدغت عمرا حية، فقال: الله أكبر، قال لي رسول اله صلى الله عليه وسلم يا عمرو، ليشترك في قتلك الجن والإنس، ثم قال لرفاعة: إمض لشأنك فإني مأخوذ ومقتول، ولحقته رسل عبد الرحمن بن أم الحكم فأخذوه وضرت عنقه، ونصبت رأسه على رمح، وطيف به، فك، ان أول رأس طيف به في الاسلام، وقد كان معاوية حبس امرأته بدمشق، فلما أتي رأسه بعث به، فوضع في حجرها، فقالت للرسول: أبلغ معاوية ما أقول: طالبه الله بدمه، وعجل له الويل من نقمه، فقد أتى أمرا فيا، وقتل برا نقيا، وكان أول من حبس النساء بجرائر الرجال.
ومنهم " حجر بن عدي " أو " حجر الخير "، كما كان يدعي، وكان صحابيا جليلا، كثير الصلاة والصيام، زاهدا محبا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ساءه أن يشتم والي الكوفة الإمام علي على المنبر فكان يرد عليه، فقبض عليه زياد وأرسله إلى معاوية، وهناك في مرج عذراء، على مبعدة 20 كيلا من دمشق، وصل رسول معاوية،