السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٨٦
منه أو عارض مبدأ اللعن والبراءة نفسه، وأكبر الظن أن الإمام علي كان على علم بما يلحق شيعته بعد وفاته، فقال لهم: ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة مني، فلا تتبرأوا مني، فإني لعلى دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".
ومع ذلك فقد فضل جماعة القتل على سب الامام والبراءة منه، بل فضلوا القتل على سماع المس بمقام الامام، منهم عمرو بن الحمق الصحابي الجليل، فقتله معاوية وبعث برأسه إلى امرأته فوضعت الرأس في حجرها، وقالت لرسول معاوية سترتموه عني طويلا، وأهديتموه لي قتيلا، فأهلا وسهلا من هدية غير قالية ولا بمقلية وروى اليعقوبي في تاريخ أن الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي كان من أصحاب حجر بن عدي الذين لا يسكتون على سب الإمام علي على منبر الكوفة، فأمر معاوية عامله زياد بن أبيه أن يقبض عليهم ويشخصهم إليه في دمشق، فهرب عمرو بن الحمق وعدة معه إلى الموصل، وبلغ عبد الرحمن بن أم الحكم، وكان عامل معاوية على الموصل، مكان عمرو بن الحمق الخزاعي، ورفاعة بن شداد، فوجه في طلبهما، فخرجا هاربين، وعمرو بن الحمق شديد العلة، فلما كان في بعض الطريق لدغت عمرا حية، فقال: الله أكبر، قال لي رسول اله صلى الله عليه وسلم يا عمرو، ليشترك في قتلك الجن والإنس، ثم قال لرفاعة: إمض لشأنك فإني مأخوذ ومقتول، ولحقته رسل عبد الرحمن بن أم الحكم فأخذوه وضرت عنقه، ونصبت رأسه على رمح، وطيف به، فك، ان أول رأس طيف به في الاسلام، وقد كان معاوية حبس امرأته بدمشق، فلما أتي رأسه بعث به، فوضع في حجرها، فقالت للرسول: أبلغ معاوية ما أقول: طالبه الله بدمه، وعجل له الويل من نقمه، فقد أتى أمرا فيا، وقتل برا نقيا، وكان أول من حبس النساء بجرائر الرجال.
ومنهم " حجر بن عدي " أو " حجر الخير "، كما كان يدعي، وكان صحابيا جليلا، كثير الصلاة والصيام، زاهدا محبا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ساءه أن يشتم والي الكوفة الإمام علي على المنبر فكان يرد عليه، فقبض عليه زياد وأرسله إلى معاوية، وهناك في مرج عذراء، على مبعدة 20 كيلا من دمشق، وصل رسول معاوية،
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172