الرجل وابنته الصغيرة، فلما أحست بهم صاحت: يا أباه أتاك القوم، فقال لها 6 ناوليني سيفي، وكان قد فقد عينيه مع الإمام علي، الواحدة يوم الجمل، والأخرى يوم صفين، فأخذ السيف يذب به عن نفسه ويهوي به بقوة على الحركة، حتى قبض عليه وأخذ إلى ابن زياد الذي سأله: ما تقول في عثمان، فقال له: ما أنت وعثمان، سلني عنك وعن أبيك وعن يزيد وأبيه، فقال ابن زياد: لتذوقن الموت غصة غصة فقال: الحمد لله الذي رزقني الشهادة على يد ألعن خلقه بعد ما يئست منها ".
وأرسل ابن زياد بالرؤوس والسبايا من آل محمد صلى الله عليه وسلم من النساء والأطفال بغير وطاء في ذل وانكسار والرؤوس على الرماح، إلى يزيد بن معاوية في دمشق، وروى أنهم لما دخلوا دمشق برأس الإمام الحسين أخرجت زينب بنت الحسين رأسها من الخباء، وهي تقول:
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنت آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم ولما دخلوا على يزيد، أقبل قاتل الحسين، ووضع الرأس الشريف بين يدي يزيد في طست فجعل ينكثه على ثناياه بالقضيب، روى أن ابن زياد قد فعل ذلك في الكوفة، وسواء فعل ذلك أحدهما أو كلامهما، فكلا الرجلين أسوأ من الاخر، وكل منهما يفوق الاخر في جريمته النكراء، وأن يوم كربلاء، العاشر من محرم عام 61 ه (10 أكتوبر 680 م) سوف يظل يوما أسودا لا في تاريخ الدولة الأموية فحسب، بل في تاريخ المسلمين قاطبة، وأن نتائجه كانت أخطر مما تصور المعاصرون، وقد حدث أثناء لقاء يزيد بالسبايا من آل البيت ما يدلنا إلى أي درك أسفل من الانحطاط والجهالة بالدين وصل القوم ذلك أن رجلا لئيما من جلساء يزيد عندما رأى السيدة فاطمة بنت الإمام علي قام إلى يزيد فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه، وكانت ذات جمال وجلال، فأرعدت السيدة فاطمة، وظنت أن ذلك جائز له، وأخذت بثياب أختها العقيلة الطاهرة السيدة زينب، وكانت من العقل والفقه ما تعلم أن ذلك لا يجوز شرعا، فقالت: " كذبت والله ولؤمت، ما ذلك