السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٨٥
وروى أن الإمام الحسن رضي الله عنه خطب في أيامه في أحد مقاماته فقال، كما جاء في تاريخ المسعودي، " نحن حزب الله المفلحون، وعترة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقربون، وأهل بيته الطاهرون الطيبون، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم والثاني: كتاب الله فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والمعول عليه في كل شئ، لا يخطئنا تأويله، بل نتيقن حقائقه، فأطيعونا، فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله والرسول وأولي الأمر مقرونة (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول.. ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، وأحذركم الاصغاء لهتاف الشيطان إنه لكم عدو مبين، فتكونون كأوليائه الذين قال لهم (لا غالب لكم اليوم من الناس فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون " فتلقون للرماح أزرا، وللسيوف جزرا، وللعمد خطأ، وللسهام غرضا، ثم لا ينفع نسفا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، والله أعلم ".
وروى أن الأمم علي، كرم الله وجهه في الجنة، اعتل فأمر ابنه الحسن رضي الله عنه أن يصلي بالناس يوم الجمعة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
إن الله لم يبعث نبيا إلا اختار له نقيبا ورهطا وبيتا، فوالدي بعث محمدا بالحق نبيا لا ينتقص من حقنا أحد، إلا نقصه الله من عمله مثله، ولا تكون علينا دولة، إلا وتكون لنا العاقبة، ولتعلمن نبأه بعد حين ".
ومع ذلك كله وغيره، فإن كتب التاريخ إنما تمتلئ بقصص محن أهل البيت التي بدأت في أعقاب عهد الخلافة الراشدة، ومنذ بداية عهد الأمويين، ويحدثنا المؤرخون وأصحاب السير، أنه في أثناء حكم معاوية وولده يزيد، وف ولاية الحجاج على العراق، كان سبيل من يتهم بحب آل البيت القتل أو الضرب أو السجن أو التشريد، حتى أتى على الناس حين من الدهر، يقال فيه للرجل إنه زنديق أو كافر، أحب إلى من أن يقال له شيعي، ورغم ذلك فقد ازداد الناس إيمانا وتمسكا بحبهم وولائهم للعترة الطاهرة، ويحكي المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان قتل خلقا كثيرا ممن أبى أن يلعن الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه، أو يتبرأ
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172