السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٦٦
جانب آل البيت، وقليل ما هم، غير أن المسلمين لم يكونوا على دين ملوكهم في بغض العترة الطاهرة، وإنما كانوا، والحمد لله، على دين نبيهم في حب آل البيت وتقديسهم، حتى الذين قاتلوا الإمام الحسين في كربلاء، كانت قلوبهم معه وسيوفهم عليه، بل حتى الولاة والموظفون عند الخليفة كانوا يؤمنون في قرارة أنفسهم بحق أبناء الزهراء البتول ويتشيعون لهم، ومن أمثلة ذلك أن الطاهرين في خراسان كانوا يحكمون باسم الخليفة المأمون وقلوبهم مع آل البيت ومنها أن الخليفة المتوكل كان قد كلف (ابن السكيت) بتأديب ولده المعتز بالله وكان ابن السكيت يكتم تشيعه لان المتوكل معروف باغراقه في العداوة للإمام علي وأولاده، وفي ذات يوم قال له المتوكل: أيهما أحب إليك، ابناي هذان (المعتز والمؤيد) أم الحسن والحسين فلم يتمالك ابن السكيت نفسه ان قال له (والله ابن قنبر خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك، فامر المتوكل ان يخرجوا لسانه من قفاه، ففعلوا ومات.
وكان أئمة المذاهب الأربعة من أكثر الناس حبا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد اشتهر الإمام أبو حنيفة النعمان بحب آل البيت وبذل الأموال الطائلة لهم، حتى نقل أنه بعث إلى بعض المستترين منه اثني عشر ألف درهم دفعة واحدة، وكان يأمر أصحابه برعاية أحوالهم واقتضاء آثارهم والاقتداء بأنوارهم وكان الامام مالك من محبي آل البيت، وقيل إنه أفتى بخلع المنصور لان القوم بايعوه كرها ولا بيعة لمكرة (1) هذا وقد كان الامامان أبو حنيفة ومالك من تلامذة الإمام جعفر الصادق، فيما يرى الكثيرون من أمثال ابن حجر الهيثمي في الصواعق وأبو نعيم في حلية الأولياء، وابن الصباغ في الفصول، والشبلنجي في

(1) يرى ابن مغنية في كتابه (أهل البيت) أن أبا حنيفة أفتى بنصرة زيد بن علي زين العابدين، وحمل الأموال إليه كما أفتى بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله الحسن لحرب المنصور، فضرب بالسياط وحبس وعذب وأخيرا سقاه المنصور السم فمات ويذهب إلى أن ضرب أبي حنيفة بسبب رفضه تولى منصب القضاء قول غير مقبول، ذلك لان طلبهم إياه للقضاء يدل على التعظيم، وضربه بالسياط يدل على التحقير، فكيف يمكن التوفيق بينهما، وربما عرض الخلفاء عليه القضاء ليسكت وينصرف عن حب آل البيت فلما أبي نكلوا به فالتنكيل إذن لغاية سياسية وهي صرفه عن حب آل البيت الذين كانوا يمثلون الحزب المعارض وليس من أجل امتناعه عن القضاء.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172