السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٤٢
رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا، ولم يوذن بها أبا بكر، وصلى عليها علي).
وروي الامام زيد بن علي العابدين بن الحسين عن آبائه قالوا: لما بلغ فاطمة، رضي الله عنها، اجماع أبي بكر على منعها فدكا، وانصراف عاملها منها، أقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ أذيالها، ودخلت على أبي بكر رضي الله عنه، وقد حفل حوله المهاجرون والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت حتى هدأت فورتهم، وسكنت روعتهم، ثم افتتحت الكلام، فحمدت الله وشهدت ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وقالت كلاما طويلا، ذكرت فيه الصديق ومن حوله من المهاجرين والأنصار بنفسها وبأبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطبقا لرواية الإمام أبو الفضل أحمد بن طاهر في كتاب (بلاغات النساء)، ثم قالت، عليها السلام، (أيها الناس، اعلموا اني فاطمة، وأبي محمد صلى الله عليه وسلم، أقول عودا وبداء، ولا يقول ما يقول غلطا، ولا يفعل ما افعل شططا (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، فان تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه، فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين، ضاربا بتجهم، آخذا بكظمهم، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه، واسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين وخرست شقائق الشيطان، وطاح وشيظ النفاق، وانحلت عقدة الكفر والشقاق، وفهم بكلمة الاخلاص، في نفر من البيض الخماص، وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الاقدام، تشربون الطرق، تقتاتون القد، أذلة خاسئين، تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بابي محمد صلى الله عليه وسلم بعد اللتيا والتي، وبعد ان مني بهم الرجال وذوبان العرب، ومردة أهل الكتاب (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله).
ثم قالت (هذا كتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، واحكامه زاهرة،
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172