السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٤٦
الاعلى راضية مرضيا عنها، فلقد روى البخاري في (باب غزوة خيبر) بسنده عن ابن شهاب عن عروة عائشة، ان فاطمة عليه السلام، بنت النبي صلى الله عليه وسلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقى من خمس خيبر، فقال أبو بكر: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركناه صدقة انما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم من هذا المال، واني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر ان يدفع إلى فاطمة، فوجدت فاطمة على أبى بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا، ولم يوذن بها أبا بكر، وصلى عليها)، وروى البخاري في صحيحه (في باب الفرائض) بسنده عن الزهري عن عروة عن عائشة، ان فاطمة والعباس، عليها السلام اتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما حينئذ يطلبان أرضهما من فدك، وسهمهما من خيبر، فقال لهما أبو بكر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل محمد من هذا المال، قال أبو بكر والله لا ادع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه الا صنعته، قال: فهجرته فاطمة، فلم تكمله حتى ماتت)، وروى البخاري أيضا في صحيحه (في الخمس) ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبت على أبي بكر، فهجرته قال فلم تزل مهاجرته حتى توفيت).
ثم خرج أبو بكر باكيا ومعه عمر مطرقا فذهبا إلى المسجد فاجتمعا بالناس فقال أبو بكر (أيها الناس أقيلوني، يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا باهله وتركتموني وما انا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم)، فقال له الناس ان هذا الامر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك، انه ان كان هذا لم يقم الله دين، قال: والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة، بعد ما سمعت ورأيت من فاطمة تلك قصه فدك وغيرها من ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم بين الزهرا والصديق، ولكن الاقدار كتبت لفدك مصيرا آخر على يد بني أمية، لا يرعى للدين حقه، ولا
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 151 152 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172