السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٤٣
واعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراءكم ظهريا، أرغبة عنه تدبرون، أم بغيره تحكمون (بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، وأنتم الان تزعمون أن لا ارث لي (أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، أفلا تعلمون، بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية اني ابنته، أيها المسلمين، أأغلب على إرثي يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله ان ترك أباك، ولا ارث أبي، لقد جئت شيئا فريا، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول (وورث سليمان داود)، وقال فيما اختص من خبر يحيى بن زكريا، عليها السلام، (رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) وقال (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وقال (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال (ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين)، وزعمتم الا حظوة لي، ولا ارث من أبي، ولا رحم بيننا، أفخصكم الله باية اخرج أبي صلى الله عليه وسلم أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان، أولست انا وأبي من أهل ملة واحدة، أم أنتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه، من أبي وأمي وعمي، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون (لكل نبا مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم)، (فان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا، فان الله لغني حميد)، الا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس وبثة الصدر، ونفثة الغيظ، تقدمة الحجة، فدونكموها فاستبقوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار، موسومة بغضب الله وشنار الأبد، موصلة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة فبعين الله ما تفعلون (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)، وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، (فاعملوا انا عاملون، وانتظروا انا منتظرون).
وعندما انتهت الزهراء عليها السلام، من كلامها، قام الصديق، رضي
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172