السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٣١
في شرح صحيح مسلم قال العلماء: في هذا الحديث تحريم ايذاء النبي صلى الله عليه وسلم بكل حال، وعلى كل وجه، وان تولد الايذاء مما كان أصله مباحا، وهو حي، وهذا بخلاف غيره، قالوا: وقد اعلم صلى الله عليه وسلم بإباحة نكاح بنت أبي جهل لعلي، بقوله صلى الله عليه وسلم:
لست أحرم حلالا، ولكن نهى عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين إحداهما ان ذلك يودي إلى اذى فاطمة، فيتأذى حينئذ النبي صلى الله عليه وسلم فيهلك من آذاه، فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي، وعلى فاطمة، والثانية خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة، وقيل ليس المراد به النهي عن جمعهما بل معناه اعلم من فضل الله انهما لا تجتمعان كما قال انس: والله لا تكسر ثنية الربيع ويحتمل ان المراد تحريم جمعهما، ويكون معنى: لا أحرم حلالا، اي لا أقول شيئا يخالف حكم الله فإذا أحل شيئا لم أحرمه وإذا حرمه لم أحلله ولم اسكت عن تحريمه، لان سكوتي تحليل له ويكون من جملة محرمات النكاح، الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله.
على أن هناك وجها آخر للنظر، ينكر قصة الخطبة من أساس، ويروى انها رواية لم يعرفها المؤرخون، وان الإمام علي بالذات لا يمكن ان يقف من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بضعته الزهراء، هذا الموقف، ويروى الأستاذ أبو علم، نقلا عن الأستاذ محمد صادق الصدر، ان ما نقله المسور عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يصدر منه، كما أن الاقدام على الخطبة من الامام، امر مستحيل لا يمكن تصوره، والزهراء على قيد الحياة، ثم إن سيرة المسور كما في الاستيعاب والإصابة، تشير إلى أنه لم يكن من أصحاب الإمام، وان الخوارج كانت تغشاه وانه كان من أنصار الزبير.
غيران قصة الخطبة انما جاءت في أكثر من كتاب كم كتب الحديث وأخرجها أكثر من واحد، كما انها رويت من غير المسور بن محرمة، كما في رواية للإمام أحمد عن عبد الله بن بن الزبير وعلى اية حال فلقد حدثت في أغلب الظن في مستهل حياة الامام والزهراء الزوجية، حيث لم تكن الزهراء قد ألفت بعد شدة الامام وصرامته، ولم يروض وهو نفسه باحتمال ما كانت تجد من حزن لفقد أمها وشجو لفراق بيتها الأول، ومن ثم فربما كانت الحادثة في العام الثاني من الهجرة، وقبل ان يأتيهما العام الثالث بأولى الثمرات المباركة للزوج، وأعنى
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172