إلى أصحابها، وأمره فنام في مضجعه ليلة ائتمرت قريش بقتله، فكان أول من شرى نفسه في سبيل الله، ثم هاجر حتى بالنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فآخى النبي بينه وبين نفسه، ثم شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشاهده كلها، وكان صاحب رايته في أيام الباس، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)، فتطلع إليها كبار الصحابة، غير النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إلى علي، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم استخلفه على المدينة وعلى أهله، عندما سار إلى غزوة تبوك (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، الا انه لا نبي بعدي)، وأعطاه سورة براءة ليقرأها على أهل الموسم، فلما قيل له لو بعث بها لأبي بكر، قال (لا يود عني الا رجل من أهل بيتي)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين وهو في طريقه إلى المدينة بعد حجة الوداع (من كنت مولاه، فعلي مولاه، وعاد من عاداه).
وهكذا كانت الزهراء، كما كان بنو هاشم جميعا، وجمهرة من أهل المدينة، يرون ان الإمام علي أحق الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فقد خرج الامام يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا، في مجالس الأنصار، تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر، ما عدلنا به، فيقول علي، كرم الله وجهه في الجنة، (أكنت ادع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدفنه، واخرج أنازع الناس سلطانه، فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن الا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه)، هذا وقد روي أن أبا بكر قام على المنبر يخطب، فما هو الا ان حمد الله، واخذ في خطبته، حتى سمع وسمع الحاضرون صوتا نحيلا يهتف (ليس هذا منير أبيك، انزل عن منبر أبي)، والتفتوا فإذا بالصائح هو الحسن بن علي، ولما يبلغ الثامنة، فابتسم الصديق، وقال، والحنو يشع في نفسه، (ابن بنت رسول الله صدقت والله، ما كان لأبي منير، وانه لمنبر أبيك)، فلما سمع الامام بالخبر ارسل إلى أبي بكر يقول له (اغفر ما كان من الغلام فإنه حدث ولم نأمره)، فقال أبو بكر (اني اعلم، وما اتهمت يا أبا الحسن)، وظلت الزهراء متمسكة برأيها، وما كانت، رضي الله عنها، لتتزحزح عن