الغير، وإهدار لحريتها وقدرتها، وتلك عبادة لغير الله. وليس بعد ذلك كفر. وليس أبلغ من هذه العبارات في الدعوة للحرية الفكرية والحث على الاجتهاد واستعمال العقل.
* * * يقول الشافعي عن مكانة على في علوم الإسلام (كان على كرم الله وجهه قد خص بعلم القرآن والفقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له.
وأمره أن يقضى بين الناس. وكانت قضاياه ترفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيمضيها).
ولقد آلى على نفسه بعد الفراغ من تجهيز الرسول صلى الله عليه وعلى آله ألا يرتدي إلا للصلاة أو يجمع القرآن - كما أسلفنا - فجمعه مهتما بأمور " أصولية " في الشريعة وفقهها تتعلق بالمحكم والمتشابه، أي بما لا يحتمل الاجتهاد وما يحتمله، وبالنصوص التي نسخت والتي هي واجبة التطبيق، وبالمطلق منها والذي يحتمل التخصيص، والعزائم والرخص، وبالفروض والمندوبات، وفيها المحرم والمكروه، وما هو تهذيب للأمة من فضائل وآداب (1). وفي نهج البلاغة طائفة من أصول الفقه التي ينبه عليها أمير المؤمنين رضي الله عنه