وأما آدم (عليه الصلاة والسلام) فهو نبي مرسل، خلقه الله - تبارك وتعالى - بيده، ونفخ فيه من روحه، وأنزل عليه عشر صحائف وهو أول من تكلم في علم الحروف، وله كتاب " سفر الخفايا "، وهو أول كتاب كان في الدنيا في علم الحروف، وذكر فيه أسرار غريبة وأمور عجيبة. وله كتاب " الملكوت "، وهو ثاني كتاب كان في الدنيا في علم الحروف، وصاحب " الهيكل الأحمر " قد أخذ من شيث (عليه الصلاة والسلام) كتاب " الملكوت "، وله كتاب " السفر المستقيم "، وهو ثالث كتاب كان في الدنيا في علم الحروف. عاش تسعمائة وثلاثين سنة شمسية.
عن عطا بن أبي رباح، عن ابن عباس، عن النبي (ص) انه قال: خلق (الله) (1) الأحرف وجعل لها سرا فلما خلق آدم (عليه الصلاة والسلام) بث فيه السر ولم يبثه في الملائكة، فجرت الأحرف على لسان آدم بفنون الجريان وفنون اللغات وقد أطلعه الله تعالى على أسرار أولاده وما يحدث بينهم إلى يوم القيامة، ومن هذه الكتب تفرعت سائر العلوم الحرفية، والاسرار العددية إلى يومنا والى ما شاء الله. ثم بعده ورث علم أسرار الحروف ابنه أغانا ذيمون، وهو نبي الله شيث (عليه الصلاة والسلام)، وهو نبي مرسل، أنزل الله عليه خمسين صحيفة، وهو وصي آدم (عليه الصلاة والسلام) وولي عهده، وهو الذي بنى الكعبة المكرمة بالطين والحجر وله سفر جليل الشأن في علم الحروف، وهو رابع كتاب كان في الدنيا في علم الحروف وعاش تسعمائة سنة شمسية.
ثم ابنه ورث علم الحروف أنوش.