ولد يوم الخميس بالمدينة لإحدى عشر ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة، وعمره تسعة وأربعين سنة وستة أشهر، منها مع أبيه كان تسعا وعشرين سنة وشهرين، وبعد أبيه أيام إمامته عشرين سنة وأربعة أشهر. وقام بالإمامة وهو ابن تسع وعشرين سنة وشهرين.
وأمه أم ولد اشترتها له حميدة جدته أم أبيه موسى الكاظم، وكانت أمه من أشراف العجم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، واعظامها لمولاتها حميدة، حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها.
وكان الرضا (ض) يرتضع كثيرا وكان تام البدن فقالت أمه: أعينوني بمرضعة.
فقيل لها: أينقص درك؟
قالت: ما نقص دري ولكن يفوت علي ورد من صلاتي وتحميدي وتسبيحي.
وقالت: لما حملت بابني علي الرضا لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتحميدا وتهليلا من بطني. فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء، متحركا شفتيه كأنه يناجي ربه، فدخل أبوه فقال لي: هنيئا لك كرامة ربك (عز وجل)، فناولته إياه فاذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، فحنكه بماء الفرات.
وعن موسى الكاظم إنه قال: رأيت رسول الله (ص) وأمير المؤمنين علي معه فقال (ص): يا موسى ابنك ينظر بنور الله (عز وجل)، وينطق بالحكمة يصيب ولا يخطئ، يعلم ولا يجهل، قد ملا علما وحكما.
وقال أيضا: علي ابني أكبر ولدي، وأسمعهم لقولي وأطوعهم لامري، من أطاعه رشد.