إن آذيته أبتلعك مع الصفة.
وقال العالم عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي اليماني نزيل الحرمين الشريفين في تاريخه: كان جعفر الصادق (ض) واسع العلم، وافر الحلم، وله من الفضائل والمآثر ما لا يحصى.
والعقب في خمسة أبنائه: إسماعيل، وموسى الكاظم، وإسحاق، ومحمد الديباج، وعلي. ولهم أعقاب.
وعبد الله أخو إسماعيل من أبيه وأمه، فأمهما فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن المجتبى، وكان عبد الله أسن أولاد الصادق، مات بعد أبيه بسبعين يوما، وإسماعيل في حياة أبيه وقبره بالبقيع، وكان أبوه يحبه حبا شديدا، وله ولد يسمى بمحمد، ومن ولده الأئمة بمصر والمغارب وهم كثيرون.
ومحمد الديباج مات سنة ثلاث ومائتين بجرجان، ونزل المأمون في قبره، وكان عاقلا شجاعا متنسكا، يصوم يوما ويفطر يوما، (رضي الله عنهم).
ومن أئمة أهل البيت أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق (رضي الله عنهما) أمه جارية اسمها حميدة، وكان (ض) صالحا، عابدا، جوادا، حليما، كبير القدر، كثير العلم، كان يدعى بالعبد الصالح، وفي كل يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس إلى الزوال.
وبعث إلى رجل يؤذيه صرة فيها ألف دينار. فطلبه المهدي بن المنصور من المدينة إلى بغداد فحبسه، فرأى المهدي في النوم عليا (كرم الله وجهه) يقول: يا مهدي (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (1).
قال الربيع الوزير: أرسلني المهدي إليه ليلا فدخلت عليه وهو يقرأ هذه الآية في