النبي - صلى الله عليه وسلم - يا ثابت، أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا، وتدخل الجنة! فقتل يوم اليمامة، سنة اثنتي عشرة، في ربيع الأول في خلافة الصديق.
وروى البزار، من طريق طارق بن شهاب: أن أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - لما نزلت هذه الآية قال: والله يا رسول الله لا أكلمك بعدها إلا كأخي السرار. في البخاري، كان عمر - رضي الله تعالى عنه - إذا حدثه - صلى الله عليه وسلم - حدثه كأخي السرار، أي كصاحب المبارزة ما كان - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول هذه الآية يسمعه حتى يستفهمه، فأنزل الله عز وجل (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) [الحجرات 3] وقيل:
نزلت (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) [الحجرات 4] في غير بني تميم.
الثالث: اختلف في سبب نزول قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) [البقرة 104] قال بعض المفسرين: هي لغة كانت في الأنصار، فنهوا عن قولها تعظيما للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتبجيلا، لان معناها: أرعنا نرعك، من المراعاة، وهي الحفظ والرفق، فنهوا عن قولها، إذ مقتضاها كأنهم لا يرعونه إلا برعايته لهم، بل حقه الذي يجب على كل أحد أن يرعاه على كل حال.
وقيل: كانت اليهود تعرض بها للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما سمعوا المسلمين يقولونها انتهازا للفرصة، فخاطبوه - صلى الله عليه وسلم - بها، مريدين بها كلمة يتسابون بها، لأنها عندهم من الرعونة وهي الحمق، فنهي عن قولها قطعا للذريعة، ومنعا للتشبه في قولها.