الصحيح المشهور، وقيل: إن آخر كلامه " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ثم توفي بالكوفة ليلة الأحد السابع والعشرين وقيل: التاسع والعشرين من رمضان وقيل: التاسع عشر من رمضان سنة أربعين - رضي الله تعالى عنه - وغسله ابناه الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر - رضي الله تعالى عنهم - وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة، وكان عنده شئ من حنوط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى أن يحنط به فحنطوه به - وصلى عليه الحسن، ودفن في الكوفة عند قصر الامارة، وغمي قبره، وقيل: إن عليا صبر في صندوق وكثروا عليه من الكافور، وحمل على بعير يريدون به المدينة، فلما كان ببلاد طيئ أضلوا البعير ليلا، فأخذته طيئ ودفنوه، ونحروا البعير وقال المبرد عن محمد بن حبيب:
أول من حول من قبر إلى قبر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه ورضي عنا به ورزقنا محبته وسائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدام ذلك لنا إلى يوم نلقاه.
السادس: فيما رثي به رضي الله تعالى عنه.
روى سعيد بن منصور لأبي الأسود الدؤلي يرثي عليا رضي الله تعالى عنه:
ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا وتبكى أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا ألا قل للخوارج حيث كانوا * فلا قرت عيون الحاسدينا أفي شهر الصيام فجعتمونا؟ * بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا * وذللها، ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمبينا وكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر فوق الناظرينا وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا يقيم الحق لا يرتاب فيه * ويعدل في العدى والأقربينا وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتكبرينا كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام حار في بلد سنينا فلا تشمت معاوية بن صخر * فإن بقية الخلفاء فينا