الثالث: في أنهم - رضي الله تعالى عنهم - نظير جمع من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
روى ابن عساكر عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من نبي إلا وله نظير في أمتي: أبو بكر نظير إبراهيم، وعمر نظير موسى، وعثمان نظير هارون، وعلي نظيري، ومن سره أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر الغفاري ".
الرابع: في تبشيرهم بالجنة - رضي الله تعالى عنهم:
روى ابن عساكر عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" القائم بعدي في الجنة، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة ".
وروى البخاري عن أبي موسى - رضي الله تعالى عنه - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، ثم جاء رجل آخر فاستفتح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " افتح له، وبشره بالجنة "، ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله، ثم استفتح رجل آخر فقال: " افتح له، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " ففتحت، فإذا هو عثمان، فأخبرته فحمد الله، ثم قال: " الله المستعان "، وفي لفظ: " أمرني بحفظ الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: " ائذن له، وبشره بالجنة " فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر ليستأذن، فإذن له، فقال: " ائذن له وبشره بالجنة "، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة، ثم قال: " ائذن له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه " فإذا عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - انتهى.