الحادية والعشرون: قتيلة، بضم القاف وفتح الفوقية، فياء ساكنة تحتية، وباللام بنت قيس بن معدى كرب الكندية أخت الأشعث بن قيس، قال الطبراني في المعجم الكبير:
تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يدخل بها حتى فارقها.
وروى ابن أبي خيثمة عن عبيد وابن حبيب قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم عليه وفد كندة قتيلة أخت الأشعث بن قيس في سنة عشر، ثم اشتكى في النصف من صفر، ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من شهر ربيع الأول ولم تكن قدمت عليه ولا دخل بها، وفي لفظ: ولا رآها.
وروى أبو نعيم وابن عساكر من طرق قوية الاسناد عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتيلة أخت الأشعث بن قيس، فمات قبل أن يخيرها فبرأها الله تعالى منه أي من التخيير.
وروى أيضا عن الشعبي أن عكرمة بن أبي جهل تزوج قتيلة بنت قيس، فأراد أبو بكر الصديق أن يضرب عنقه، فقال له عمر بن الخطاب: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفرض لها، ولم يدخل بها، وارتدت مع أخيها فبرأت من الله ورسوله، فلم يزل حتى لف منه، ومن الغريب ما رواه ابن سعد بسند ضعيف جدا عن عروة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تزوج قتيلة بنت قيس، ولا تزوج كندية إلا أخت بني الجون فملكها،، فلما أتى بها وقدمت عليه، نظر إليها، فطلقها، ولم يبن بها. قلت: ويحتمل أنه أراد بعدم الزواج الدخول، وإلا فقد ورد من طرق كثيرة لا يمكن ردها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج قتيلة والله تعالى أعلم، ووقت بعضهم تزويجه إياها فزعم أنه تزوجها قبل وفاته بشهرين، وزعم آخرون أنه تزوجها في مرضه، وزعم آخرون أنه أوصى أن تخير قتيلة إن شاءت يضرب عليها الحجاب، وتحرم على المؤمنين، وإن شاءت تنكح من شاءت، فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - فقال:
لقد هممت أن أحرق عليها. فقال عمر: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها