دخلته إلا مشدودة على ثيابي حياء من عمر.
الرابع والثلاثون: في غيرتها.
روى أبو يعلى، وأبو الشيخ وابن حبان بسند جيد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان متاعي فيه خف، وكان على جمل ناج، وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل ثقال بطئ يتبطأ بالركب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " حولوا متاع عائشة على جمل صفية، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب ". قالت عائشة: فلما رأيت ذلك، قلت: يا لعباد الله، غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أم عبد الله، إن متاعك فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل فأبطأ، بالركب فحولنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها " فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أو في هذا شك يا أم عبد الله؟ قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ فهلا عدلت. فسمعني أبو بكر، وكان فيه غرب أي حدة فأقبل علي فلطم وجهي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " مهلا يا أبا بكر "، فقال: يا رسول الله أما سمعت ما قالت:
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الغيري لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه " (1).
الخامس والثلاثون: في وفاتها - رضي الله تعالى عنها - وأين دفنت.
كانت وفاتها في رمضان ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت منه على الصحيح عند الأكثرين سنة ثمان وخمسين، رواه ابن أبي خيثمة عن عيينة وجزم به المدائني.
وروى أيضا عن هشام بن عروة سنة سبع وخمسين.
وصلى عليها أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - خليفة مروان بالمدينة، وحج مروان واستخلفه ودفنت بالبقيع.
وروى ابن أبي خيثمة عن عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت له:
إذا أنا مت فادفني مع صواحبي بالبقيع، وكان في بيتها موضع، قالت: لا أراني به أبدا.
تنبيهان:
الأول: في رواية من الصحيح " وبنى بي، وأنا بنت ست "، ويجمع بينهما بأنها كانت أكملت السادسة، ودخلت في السابعة تقريبا.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
الحرف: جلد يتشقق ويلبسه البنات الصغار كالإزار وتسميه العرب اليوم الوتر والسدرة.
الأرجوحة: [حبل يشد طرفاه في موضع عال ثم يركبه الانسان ويحرك وهو فيه].