ومن خطبة [له عليه السلام وهي] الخطبة [الموسومة ب] الغراء الحمد لله الأحد الصمد الواحد المتفرد (1) الذي لا من شئ كان ولا من شئ خلق [ما كان، وما من شئ] إلا وهو خاضع له، قدرة بان بها من الأشياء وبانت الأشياء منه (2) وليست له صفة تنال، ولا حد يضرب له فيه الأمثال، كل دون صفاته تحبير اللغات وضلت هنالك تصاريف الصفات (3) وحارت دون ملكوته [عميقات] مذاهب التفكير (4) وانقطعت دون علمه جوامع التفسير ومالت دون غيبه حجب [من الغيوب] تاهت في أدنى دنوها طامحات العقول (5).
فتبارك الله الذي لا تبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن وتعالى الذي ليس له نعت موجود ولا وقت معدود (6).
[و] سبحان الله الذي ليس له أول مبتدأ ولا غاية منتهى ولا آخر يفنى (7) وهو سبحانه كما وصف نفسه والواصفون لا يبلغون نعته.
أحاط بالأشياء كلها علمه وأتقنها صنعه، وذللها أمره / 60 / أ / وأحصاها حفظه (8) فلم يعزب عنه غيوب الهوى؟ ولا مكنون ظلم الدجى (9) ولا ما في السماوات العلى .