قبلنا من المسلمين أحدا، ولمحا ذلك عندهم ما كانوا يعرفون منك من المجانبة له والبغي عليه! (1) وأخرى أنت بها عند أولياء عثمان وأنصاره وظنين إيواؤك قتلته فهم يدك وعضدك وبطنتك وأنصارك، وبلغني أنك تتنصل من دمه فإن كنت صادقا فادفع إلينا قتلته نقتلهم [به] ثم نحن أسرع الناس إليك بهذا الامر وإلا فليس لك ولأصحابك عندنا إلا السيف والله الذي لا إله غيره لنطبن قتلته في الجبال والرمال والبر والبحر حتى نفنيهم أو تلحق أرواحنا بالله والسلام.
فأجابه [علي] عليه السلام:
من [أمير المؤمنين] علي بن أبي طالب إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فإن أخا خولان قدم [علي] بكتابك تذكر فيه محمدا صلى الله عليه وسلم (2) والذي أكرمه الله به من الهدى والوحي [ف] الحمد لله الذي صدق وعده وتم له النصر ومكن له في البلاد وأظهره على الأعداء وأهل الشنآ [ن] من قومه الذين شاقوه وعاندوه ووثبوا عليه وأظهروا له التكذيب (3) ونابذوه بالعداوة وظاهروا على إخراجه وإخراج أصحابه وألبوا عليه العرب وجامعوهم عليه وعلى حربه وجهدوا عليه وعلى حربه بكل الجهد حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون (4) وكان أشد الناس عليه إلبة عشيرته والأدنى من قومه إلا قليلا من عصمه الله (5).
وذكرت " أن الله / 63 / ب / اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده بهم وكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام [فكان أفضلهم - زعمت -] وأنصحهم لله ورسوله الخليفة بعده وخليفة الخليفة " ولعمري إن مكانهما من الاسلام لعظيم إن المصاب بهما لجرح في الاسلام شديد (6) فرحمهما الله وجزاهما أحسن الجزاء.