[ومن خطبة له عليه السلام وهي] الخطبة [الموسومة ب] الزهراء خطب بها في البصرة:
الحمد الله الذي هو أول كل طرء ومبدعه (1) ومنتهى كل شئ خاشع له وكل شئ قائم به وكل شئ ضارع إليه وكل شئ مستكين له (2).
خشعت له الأصوات وكتب دونه الصفات وضلت دونه الأوهام وحات دونه الأحلام وانحسرت دونه الابصار (3) لا يقضي في الا أمور غيره ولا يبرم منها شئ دونه.
فسبحانه ما أجل شأنه وأعظم سلطانه تسبح له السماوات العلى ومن في الأرضين السفلى؟
له التسبيح والعظمة والملك والقدرة والحول القوة يقضي بعلم وغيفر بحلم.
قوة كل ضعيف ومفزع كل ملهوف (4) وعز كل ذليل ووكلي كل نعمة وصاحب كل حسنة وكاشف كل كربة.
المطلع على كل خفية [و] المحصي لكل سريرة يعلم ما تكن الصدور وما ترخى عليه الستور (5) الرحيم بخلقه الرؤف بعباده من تكلم منهم سمع كلامه ومن سكت منهم علم ما في نفسه ومن عاش منهم فعليه رزقه ومن مات منهم فإليه مصيره أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا.
اللهم لك الحمد عدد ما تحيي وتميت وعدد أنفاس خلقك ولفظهم ومحط أبصارهم وعدد ما تجري به الريح وتحمل السحاب ونختلف به الليل والنهار وتسير به الشمس والقمر والنجوم حمدا لا ينقضي عدده ولا يفنى مدده.