في بلاده دينه بالتقوى وإثار الذكرى (1) فهو إمام من اتقى وبصير من اهتدى وسراج لمع ضوؤه وزند برق لمعه وشهاب سطع نوره فاستضاء به العباد واستنار به البلاد وطوى به الأحساب وأجرى به السحاب وسخر له البرق حتى صافحته الملائكة وأذعنت له الأبالسة وهدم له ا [لأ] صنام الآلهة.
سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه فصل وحكمه عدل (2).
فصدع عليه السلام بما أمر به حتى أفصح بالتوحيد دعوته وأظهر في خلقه لا إله إلا الله حتى أذعن له بالربوبية وأقر له بالوحدانية.
اللهم فخص محمدا بالذكر المحمود والحوض المورود.
اللهم [و] آت محمدا الوسيلة [و] الرفعة والفضيلة واجعل في المصطفين محلته وفي الأعلين درجته وشرف بنيانه وعظم برهانه واسقنا بكأسه وأوردنا حوضه واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا ناكبين ولا شاكين ولا مرتابين ولا ضالين ولا مفتونين ولا مبدلين ولا جاحدين ولا مضلين.
اللهم [و] أعط محمدا من كل فضيلة أفضلها ومن كل نعيم أكمله ومن كل عطاء أجزله ومن كل قسم أتمه (3) حتى لا يكون أحد من خلقك أقرب منك مجلسا ولا أحظى عندك منزلة ولا أقرب منك وسيلة ولا أعظم عليك حقا ولا شفاعة من محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم واجمع بيننا وبينه في ظل العيش وبرد الروح وقرة العين ونضرة النعيم وبهجة لسرور فإنا نشهد أنه قد بلغ وأدى الأمانة والنصيحة واجتهد للأمة وجاهد في سبيلك وأوذي في جنبك ولم يخف لومة لائم في دينك، وعبدك حتى أتاه اليقين [وهو] إمام المتقين وسيد المسلمين وخاتم النبيين وتمام المرسلين ورسول رب العالمين.
اللهم رب البيت الحرام والبلد الحرام ورب الركن والمقام والمشعر الحرام بلغ محمدا منا السلام.
اللهم صل على ملائكتك المقربين وعلى أنبيائك والمرسلين وعلى الحفظة الكرام الكاتبين وصل على أهل السماوات وأهل الأرضين.