وأشهد شهادة لا يشوبها شك (1) أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل.
قطع ادعاء المدعي بقوله: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [56 / الذاريات: 51] وأشهد أن محمدا صلى الله عليه سلم صفوته من خلقه وأمينه على وحيه / 59 / ب / أرسله بالمعروف آمرا وعن المنكر ناهيا، وإلى الحق داعيا، على حين فترة من الرسل، وضلالة من الناس، واختلاف ن الأهواء وتنازع من الألسن، حتى تمم به الوحي وأنذر به أهل الأرض (2).
أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإنها العصمة من كل ضلال، والسبيل إلى كل نجاة فكأنكم بالجثث وقد زايلتها أرواحها وتضمنتها أجداثها (3) فلن يستقبل معمر منكم يوما من عمره إلا بانتقاص [يوم] آخر من أجله وإنما دنياكم كفئ الظل أو زاد الراكب!!!
وأحذركم دعاء العزيز الجبار عبده يوم تعفى بآثاره وتوحش [منه] دياره وتؤتم صغاره ثم يصير إلى حفيرة من الأرض متعفرا على خده غير موسد ولا ممهد.
أسأل الله الذي وعدنا على طاعته جنته أن يقينا سخطه ويجنبنا نقمه ويهب لنا رحمته إن أبلغ الحديث كتاب الله (4) ومن خطبة له عليه السلام:
أما بعد فإن الدنيا [قد] أدبرت وآذنت بواع وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع وإن المضمار اليوم [و] السباق غدا.
ألا وإنكم في أسام أمل من ورائه أجل فمن أخلص في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضره أمله ومن قصر في أسام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضره أجله (5).