فيقال: هو منها بائن (1) بل هو بلا كيفية وهو أقرب [من عباده] من حبل الوريد، وأبعد في الشبه من كل بعيد.
لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة، ولا يغشى عليه القمر المنير (4) ولا انبساط الشمس ذات النور بضوئها في الكرور والمرور ولا إقبال ليل مقبل ولا إدبار نهار مدبر إلا وهو محيط بما يريد من مكنونه، فهو العالم بكل مكان وكل حين وأوان وكل نهاية ومدة.
والابتداء على الخلق مضروب، والحد إلى غيره منسوب (5).
لم يخلق الأشياء من أصول أولية ولا بأوائل كانت قبله [أبدية] بل خلق ما خلق فأقام خلقه، وصور ما صور فأحسن صورته (6).
توحد في علوه فليس لشئ منه امتناع، ولا له بشئ من طاعة خلقه انتفاع، إجابته للداعين سريعة والملائكة في السماوات والأرض له مطيعة، علمه بالأموات البائدين كعلمه بالاحياء المتقلبين، علمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الأرضين