بأنبياء الله ورسله صلى الله عليهم - (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) [144 / آل عمران: 3].
إيها بني قيلة (1) أأهتضم تراث أبيه وأنتم بمرأى مني ومسمع؟ تلبسكم الدعوة، وتشملكم الحيرة، وفيكم العدد والعدة و، ولكم الدار، وعندكم الجنن (2)، وأنتم الألى بنخبة الله التي انتخب لدينه، وأنصار رسوله صلى الله عليه، وأهل الاسلام والخيرة التي اختار الله لنا أهل البيت فنابذتم العرب، وناهضتم الأمم، وكافحتم البهم، لا نبرح نأمركم فتأتمرون، حتى دارت لكم بنا رحا الاسلام، ودر حلب الأيام وخضعت نعرة الشرك، وخمدت نيران الحرب، وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين (3)، فأنى حرتم بعد البيان، ونكصتم بعد الاقدام، وأسررتم بعد التبيان، لقوم نكثوا أيمانهم أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (4).
ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجتم عن الدين، ومججتم الذي وعيتم، ولفظتم الذي سوغتم (إن تكفروا أنتم ومن في بالأرض جميع فإن الله لغني حميد) (5).
ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم (6)، واستشعرته قلوبكم، ولكن قلته فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وبثة الصدر، ومعذرة الحجة فدونكموها