فياله من عقد انعقد على شرفه الاجماع وانقطعت عن إدراك شاوه الأطماع حاز من الفخار الطرف الأقصى وحوى من العظمة والعزة والفخر ما لا يستقصى ما عقد لاحد نظيره من الأولين والآخرين ولا فاز بمثله أحد من العالمين عقد الاذن فيه الملك المعبود وجبريل والملائكة الشهود وعاقده سيد [عالم] الوجود [الذي] روي [عنه] أنه قال له: يا علي أعطيت ثلاث مفاخر عظام لم يعطهن أحد سواك: صهرا مثلي (1) وزوجة مثل فاطمة وولدين مثل الحسن والحسين.
قال [الدميري]: والصحيح أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله ووحي منه إليه [ف] عن أنس بن مالك قال: خطب أبو بكر فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال [له النبي]: يا أبا بكر لم ينزل القضاء ثم خطبها عمر مع عدة من قريش [فرد] كلهم يقول له مثل ذلك!!!
فقيل لعلي [هلا] خطبت من رسول الله صلى الله / 21 / ب / عليه وسلم فاطمة فأنت خليق أن يزوجكها؟! قال: وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها [منهم].
قال [علي]: فخطبتها فقال صلى الله عليه وسلم قد أمرني ربي عز وجل بذلك. قال أنس: ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام فقال: يا أنس اخرج وادع أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وغيرهم من الأنصار.
قال [أنس]: فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده وأخذوا مجالسهم - وكان علي غائبا في حاجة النبي صلى الله عليه وسلم - خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطبة التي تقدمت ذكرها بتمامها وكمالها ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ثم قال: انتهبوا. فانتهبنا.
قال: فبينما نحن ننتهب إذ دخل علي على النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم في وجهه ثم قال: إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربع مائة مثقال من فضة أن رضيت بذلك. فقال علي: رضيت بما رضي به الله ورسوله. فقال عليه الصلاة والسلام: جمع