جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ١٦١
الله حكما لقوم يوقنون) (1).
إيها معشر المسلمة المهاجرة، أأبتز إرث أبيه؟ أبى الله في الكتاب يا بن [أبي] قحافة، أن ترث أباك ولا أرث أبيه (لق جئت شيئا فريا) (2) فدونكها مخطومة مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد صلى الله عليه، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) (3).
ثم انكفأت على قبر أبيها (4) صلى الله عليه فقالت:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة (5) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل أهلك فاحضرهم ولا تغب (6)

(١) ما بين النجمتين هي الآية: (٥٠) من سورة المائدة: ٥. وبعده في كتاب الشافي: يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي (لقد جئت شيئا فريا).
(٢) ما بين النجمتين مقتبس من الآية: (٢٧) من سورة مريم وفي شرح ابن أبي الحديد: ج ١٦، ص ٢١٢ - نقلا عن الجوهري في كتاب السقيفة -:
أيها معاشر المسلمين [أ] أبتز إرث أبي؟ أبى الله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي (لقد جئت شيئا فريا) فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك...
قولها سلام الله عليها: " مخطومة " مأخوذة من الخطام وهو ما يوضع في أنف البعير ليقاد به. و " مرحولة " مأخوذة من الرحل وهو للناقة كالسرج للفرس.
(3) ما بين النجمتين اقتباس من الآية: (67) من سورة الأنعام: 6.
(4) انكفأ: مال.
(5) وفي شرح ابن أبي الحديد: هينمة. وهي الصوت الخفي. وقال ابن منظور في مادة: " هنبث " في حرف الثاء من كتاب لسان العرب: والهنبثة: الاختلاط في القول. [و] يقال: [هو] الامر الشديد.
- والنون زائدة -.
وفي الحديث: ان فاطمة [سلام الله عليها] قالت بعد موت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب (6) وفي كشف الغمة ذكر هذا المصرع هكذا: " واختل قومك لما غبت وانقلبوا؟ ".
ولم يأت المصرعان الثانيان في شرح ابن أبي الحديد، وفيه بعد ذكر المصرعين الأولين هكذا:
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم لما قضيت وحالت دونك الكثب تجهمتنا رجال واستخف بنا إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب قال [الراوي]: ولم ير الناس أكثر باك ولا باكية منهم يومئذ؟!
ثم عدلت إلى مسجد الأنصار؟ فقالت: يا معشر البقية؟ وأعضاد الملة أما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " المرء يحفظ في ولده " سرعان ما أحدثتم....
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست