هو؟ قلت: خبر العنب والرمان.
قال: فأقبل يتلون ألوانا بصفرة وحمرة وسواد، ثم مد نفسه كالمغشى عليه وسمعته في غشيته وهو يقول: ويل للمأمون من الله، ويل للمأمون من رسول الله ويل للمأمون من علي بن أبي طالب، ويل للمأمون من فاطمة، ويل للمأمون من الحسن والحسين، ويل للمأمون من علي بن موسى، ويل لأبيه هارون من موسى ابن جعفر، هذا والله الخسران حقا، يقول هذا القول ويكرره.
فلما رأيته قد أطال ذلك وليت عنه، فجلست في بعض نواحي الدار. قال:
فجلس ودعاني، فدخلت إليه وهو كالسكران، فقال لي: والله ما أنت علي أعز منه، ولا جميع من في الأرض، فوالله لئن بلغني أنك أعدت ما سمعت ورأيت ليكونن هلاكك أهون علي مما لم يكن.
قال فقلت: يا أمير المؤمنين! إن ظهرت على شئ من ذلك، فأنت في حل من دمي، قال: لا والله إلا أن تعطيني عهدا وميثاقا أنك تكتم هذا ولا تعيده. قال:
فأخذ مني العهد والميثاق وأكثره علي، وليت عنه صفق بيده وسمعته يقول:
﴿يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله﴾ (1) إلى آخر الآية (2).
14 - ذكر المدائني عن رجاله قال: لما جلس الرضا (عليه السلام) في الخلع بولاية العهد، قام بين يديه الخطباء والشعراء وخفقت (3) له الألوية على رأسه، فذكر بعض من كان حضر بحضرة الرضا (عليه السلام) أنه قال: كنت بين يديه في ذلك اليوم، فنظر إلى وأنا مستبشر لما جرى، فأومى إلي، فدنوت منه، فقال لي من غير أن يسمعه غيري: لا تشغل قلبك بهذا الأمر ولا تسرر، فإنه شئ لا يتم.