رسول الله (صلى الله عليه وآله) [قاعدا] في حدثان موت والده علي بن الحسين (عليه السلام) إذ دخل المنصور [الدوانيقي] أبو جعفر وداود بن سليمان قبل أن يفضي (1) الملك إلى بني (2) العباس، فجاء داود بن سليمان إلى محمد الباقر (عليه السلام) وقعد (3) المنصور ناحية من المسجد فقال له الباقر: ما منع الدوانيقي أن يأتينا (4)؟! قال: فيه جفاء، فقال الباقر (عليه السلام): أما إنه لا تذهب الأيام (5) حتى يلي هذا - يعنى المنصور - أمر هذه الخلايق (6) فيطأ أعناق الرجال ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز الأموال ما لا يجمعه غيره (7). فبعد أن قام داود من عند محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ذهب إلى المنصور وأخبره بذلك، فقام المنصور وجاء إليه وقال: ما منعني من الجلوس إليك إلا جلالتك وهيبتك، ثم قال: يا سيدي ما الذي يقوله داود؟ قال: هو كائن لا محالة، قال:
وملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم، قال: ويملك بعدي أحد من ولدي؟ قال: نعم، قال:
فمدة بني أمية أطول (8) أم مدتنا؟ قال: مدتكم أطول وليتلقفن (9) هذا الملك صبيانكم فيلعبون به كما يلعبون بالكرة، هذا ما عهده إلي أبي. فلما أفضت الخلافة إلى المنصور (10) تعجب من قول الباقر (عليه السلام) (11).