وأعيذك بالله أن تكون قتيل أهل العراق (1).
وكان زيد بن علي (رض) دينا شجاعا ناسكا وكان من أحسن بني هاشم عبادة وأجملهم إنارة (2)، وكان ملوك بني أمية تكتب إلى صاحب العراق أن امنع أهل الكوفة من حضور مجلس زيد بن علي فإن له لسانا أقطع من غلبة السيف وأحد من شبا الأسنة وأبلغ من السحر والكهانة ومن النفث في العقد.
وقال له يوما هشام بن عبد الملك: بلغني أنك تروم الخلافة وأنت لا تصلح لها لأنك ابن (3) أمة، فقال زيد: كان إسماعيل بن إبراهيم ابن أمة وإسحاق ابن حرة، فأخرج الله من صلب إسماعيل خير من ولد آدم، فقال: قم إذا لا تراني إلا حيث تكره، فلما خرج من الدار قال: ما أحب أحد الحياة إلا ذل فقال له سالم مولى هشام: بالله لا يسمعن منك هذا الكلام أحد (4)، فكان زيد (رض) كثيرا ما ينشد (5):
شرده الخوف من أوطانه * كذلك من يكره حر الجلاد منحرق الحقين يشكو الوجى * تنكبه أطراف مرو حداد