قد كان بالموت له راحة * والموت حتف في رقاب العباد ومن كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي العلقمي (1) قال ذكر الشيخ الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن خيار (2) الكاتب قال: سمعت (3) بعض أهل العلم والخير يقول: كنت بين مكة والمدينة فإذا أنا بشيخ يلوح في (4) البرية فيظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني فتأملته فإذا هو غلام سباعي أو ثماني، فسلم علي فرددت عليه، فقلت: من أين يا غلام؟ قال: من الله، قلت: وإلى أين؟ قال: إلى الله، فقلت: فما زادك؟ قال: التقوى، فقلت: ممن أنت؟ قال: أنا رجل عربي (5)، قلت: ابن من عافاك الله؟ فقال: أنا رجل هاشمي، فقلت: ابن من قال: أنا رجل علوي، ثم أنشد يقول:
فنحن (6) على الحوض ذواده (7) * تزود ويسعد وراده فما فاز من فاز إلا بنا * وما (8) خاب من حبنا زاده فمن سرنا نال منا السرور * ومن ساءنا ساء ميلاده