الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٢٥
وصاحب رأيهم وصاحب مشورتهم، لا يصدرون إلا عن رأيه. والسيد وهو الأيهم، وكان عالمهم (1) وصاحب رحلهم (2) ومجتمعهم. وأبو حاتم (3) ابن علقمة، وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم، وكان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل، ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه، وبنوا له الكنايس ومولوه وولوه وأخدموه لما علموه من صلابته (4) في دينهم، وقد كان يعرف أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشأنه وصفته مما علمه من الكتب المتقدمة، ولكنه حمله جهله على الاستمرار في النصرانية (5) لما رأى من تعظيمه ووجاهته (6) عند أهلها.
فتكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أبي حاتم ابن علقمة والعاقب عبد المسيح، وسألهما (7) وسألاه. ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن (8) تكلم مع هذين الحبرين - اللذين هما العاقب

(١) في (أ): ثمالهم.
(٢) في (أ): رحابهم، وفي (ج): رجائهم.
(٣) في (د): أبو حارثة.
(٤) في (ج): علموا من صلابته.
(٥) سموا نصارى باسم القرية التي نزل فيها " المسيح " وهي ناصرة من أرض الخليل. (انظر المعارف لابن قتيبة: ٦١٩ تحقيق ثروة عكاشة الطبعة الأولى منشورات الشريف الرضي. وفي (ج): في جاهليته.
(٦) في (أ): وجاهته، وفي (د): وجاهه.
(٧) في (ج): وقيل سأله الأسقف فقال: يا محمد، ما تقول في السيد المسيح؟ فقال: عبد الله، اصطفاه وانتجبه.
فقال الأسقف: أتعرف له أبا؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لم يكن عن نكاح فيكون له أب.
قال: فكيف قلت: إنه عبد مخلوق، وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد؟
فأنزل الله تعالى هذه الآيات من قوله تعالى (إن مثل عيسى... فنجعل لعنت الله على الكاذبين) [آل عمران: ٥٩ - ٦١]. فتلاها على النصارى، ودعاهم إلى المباهلة، وقال: إن الله أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة، ويتبين الحق من الباطل... (كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام):
214). وانظر شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني: 1 / 157 مع اختلاف بسيط في الألفاظ فمثلا قال: عن ابن عباس أن وفد نجران قدموا على نبي الله وهو بالمدينة ومعهم السيد والعاقب وأبو حنس وأبو الحرث واسمه عبد المسيح).
(8) في (أ): لما.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 114 114 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649