الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١١٤

بلا استثناء، فيجب أن يكون نفس علي (عليه السلام) مثله.
وقال: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا ابن زيد قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو لاعنت القوم، بمن كنت تأتي حين قلت: أبناءنا وأبناءكم؟ قال: حسن وحسين.
وقال: حدثني محمد بن سنان قال: حدثنا أبو بكر الحنفي قال: حدثنا المنذر بن ثعلبة قال: حدثنا علباء بن أحمر اليشكري قال: لما نزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبنآءنا وأبنآءكم ونسآءنا ونسآءكم)... الآية، أرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، ودعا اليهود ليلاعنهم. فقال شاب من اليهود: ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير؟
لا تلاعنوا، فانتهوا. (خلفاء الرسول: ١٠٧).
أما الشوكاني: فقد قال في تفسيره: وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال: قدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العاقب والسيد، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا يا محمد، فقال:
" كذبتما، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام، قالا: فهات، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير. قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه على الغد. فغدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا. قال جابر، فنزلت (تعالوا ندع أبنآءنا)... الآية. قال جابر: (أنفسنا وأنفسكم): رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) و (أبنآءنا): الحسن والحسين (عليهما السلام)، (ونسآءنا): فاطمة (عليها السلام).
ورواه أيضا الحاكم من وجه آخر عن جابر وصححه. وفيه أنهم قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هل لك أن نلاعنك؟
وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية:
(فقل تعالوا) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم هؤلاء أهلي. (فتح القدير: ٢ / ٣٤٧).
أما الأحاديث الواردة في تفسير الآية الكريمة فهي كثيرة ولا يمكن إحصاؤها، ولكن نذكر جزء منها على سبيل المثال لا الحصر:
ففي عيون الأخبار عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه من علماء أهل العراق و خراسان. فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية (ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا) [فاطر: ٣٢] فقالت العلماء: أراد الله عزوجل بذلك الأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام) لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: المراد بذلك العترة الطاهرة. فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة؟
والحديث طويل جدا، ولكن نأخذ الشاهد منه، حيث قال المأمون وقال الإمام الرضا (عليه السلام) حتى وصلا في حديثهما إلى آية (فمن حآجك فيه منم بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنآءنا) وقال:
فأبرز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن أنفسهم بنفسه. فهل تدرون ما معنى قوله: (وأنفسنا وأنفسكم)؟ قالت العلماء: عنى به نفسه.
فقال أبو الحسن (عليه السلام): لقد غلطتم، إنما عنى بها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله) حين قال: لتنتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى علي بن أبي طالب (عليه السلام) (عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ٢٣٢. وقد ذكر الحديث أيضا في الفضائل لأحمد: ٢ / ٥٧١ / ٩٦٦ و ٥٩٣ / ١٠٠٨، المناقب للخوارزمي: ١٣٦ / ١٥٣، المناقب لابن المغازلي: ٤٢٨، وانظر جواهر العقدين: ٢ / ١٧٣، كنز العمال: ٦ / ٤٠٥ / ٦١٣٣، نور الأبصار للشبلنجي: ٢٢٧، وراجع أيضا المصادر السابقة التي أشرنا إليها تحت عنوان: المباهلة).
وأخرج صاحب المناقب عن جعفر الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين: ان الحسن بن علي (عليه السلام) قال في خطبته: قال الله تعالى لجدي (صلى الله عليه وآله) حين جحده كفرة أهل نجران و حاجوه: (فقل تعالوا ندع أبنآءنا وأبنآءكم) فأخرج جدى (صلى الله عليه وآله) معه من الأنفس أبي، ومن البنين أنا وأخي الحسين، ومن النساء، فاطمة أمي، فنحن أهله ولحمه، ودمه ونفسه، و نحن منه وهو منا. (أمالي الشيخ الطوسي:
٢ / ١٧٧، وعنه غاية المرام: ٣٠٤ باب ٤ حديث ٣).
وأخرج البغوي في تفسيره: (أبنآءنا) أراد الحسن والحسين (عليهما السلام) و (ونسآءنا) فاطمة، و (أنفسنا) عنى نفسه وعليا (عليه السلام). (معالم التنزيل: ١ / ٤٨٠).
وقال الفخر الرازي في تفسيره: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه مرط من شعر أسود وقد احتضن الحسين و أخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها. (تفسير الرازي: ٨ / ٨٠، الميزان في تفسير القرآن: ٣ / ٢٢٢ - ٢٤٤). ثم قال الرازي بعد ذلك: وأعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل الحديث والتفسير.
وقال الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية (ندع أبنآءنا وأبنآءكم....) أبناءنا الحسن والحسين (عليهما السلام)، و (ونسآءنا) فاطمة، و (أنفسنا) علي بن أبي طالب (عليه السلام). (انظر شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ١ / ١٥٨ / ١٧٠ - ١٧٥ و ١٧٦، أسباب النزول للواحدي: ٧٥).
وقال الحبري في تفسيره: نزلت هذه الآية في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) [وهو] نفسه، ونساءنا ونساءكم فاطمة، وأبناءنا وأبناءكم حسن وحسين، والدعاء على الكاذبين العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم (تفسير الحبري: ٥٠ / ٩).
وقال الطبري في تفسيره بعد ما ذكر الآية: كان النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين - إلى أن قال: - وأخذ بيد الحسن والحسين وفاطمة، وقال لعلي: اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليس دعوة النبي كغيرها... " أبناءنا وأبناءكم "؟ قال: حسن وحسين.... (تفسير الطبري: ٢ / ٣٠٠، الفخر الرازي في تفسيره للآية، نور الأبصار للشبلنجي: ١٠٠).
وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب، قال النبي (صلى الله عليه وآله) لوفد ثقيف حين جاؤوه: لتسلمن أو لأبعثن عليكم رجلا مني - أو قال: مثل نفسي -. (ذخائر العقبى: ٦٤، فضائل علي (عليه السلام) ومودة القربى: 12 بالإضافة إلى المصادر السابقة).
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 113 114 114 114 114 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649