الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٢٦
عبد المسيح وأبو حاتم (١) - دعاهما (٢) إلى الإسلام، فقالوا: أسلمنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كذبتم (٣)، إنه يمنعكم من الإسلام ثلاثة أشياء: عبادتكم الصليب، وأكلكم الخنزير، وقولكم: لله ولد (٤)، فقالوا: هل رأيت ولدا بغير أب؟ فمن أبو عيسى؟ فأنزل الله تعالى: ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال لهو كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين﴾ (5) الآية.
فلما نزلت هذه الآية مصرحة بالمباهلة دعا (6) رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفد نجران إلى المباهلة، وتلا عليهم الآية، فقالوا: حتى ننظر (7) في أمرنا ونأتيك غدا (8) فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب صاحب مشورتهم: ما ترى من الرأي؟ فقال: والله لقد عرفتم - معشر النصارى - أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من عند (9) صاحبكم، فوالله (10) ما لأعن قوم قط نبيهم (11) إلا هلكوا عن آخرهم، فاحذروا كل

(١) في النسخ التي بأيدينا: هما العاقب وعبد المسيح، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) في (ب): دعاهم.
(٣) وفي رواية قال (صلى الله عليه وآله): كذبتما، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام، قالا: فهات، قال (صلى الله عليه وآله): حب الصليب، وشرب الخمر، و أكل لحم الخنزير. (انظر تفسير ابن كثير: ١ / ٣٧٦، السيرة لابن هشام:
١ / ٥٧٤). وفي رواية قال لهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسلما، قالا: قد أسلمنا، قال (صلى الله عليه وآله): إنكما لم تسلما فأسلما، قالا: بلى قد أسلمنا قبلك، قال (صلى الله عليه وآله): كذبتما، يمنعكما من الإسلام ادعاؤكما لله ولدا، وعبادتكما الصليب، و أكلكما الخنزير، قالا: فمن أبوه يا محمد؟ (انظر المصادر السابقة).
(٤) في (ب): وزعمكم لله ولدا.
(٥) آل عمران: ٥٩ - ٦٠.
(٦) وقيل: فدعاهما إلى الملاعنة، كما في (ب): وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ١ / ١٦٣).
(٧) في (ب): نرجع.
(٨) وقيل: فوعداه أن يغاديانه بالغداة، فغدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا. (المصدر السابق: ١ / ١٥٨) وفي (ب): ثم نأتيك.
(٩) في بعض النسخ " خبر " بدل " عند ". انظر سيرة ابن هشام: ١ / ٥٧٤، تفسير ابن كثير: ١ / 376.
(10) في بعض النسخ " ولقد علمتم " بدل " فوالله ".
(11) في (ج): ما لاعن قوم نبيا قط نبيهم.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 114 123 124 125 126 127 128 129 130 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649