الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٢٧
الحذر أن يكون آفة (1) الاستئصال منكم، وإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة عليه فوادعوا الرجل وأعطوه الجزية (2)، ثم انصرفوا إلى مقركم (3).
فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج وهو محتضن الحسين، آخذ (4) بيد

(١) في (أ): رأفة.
(٢) الجزية: مال يؤخذ من أهل الذمة، والجمع (جزى) وتؤخذ من أهل الكتاب كما وجبت الزكاة المسلمين حتى يتكافأ الفريقان، وهما رعية لدولة واحدة في المسؤولية. وليست الجزية دينا على الذمي يستوفى منه بالوسائل التي تستوفى بها الديون. وتجب الجزية على الرجال الأحرار العقلاء الأصحاء القادرين على الدفع. (انظر كتاب الخراج: ٦٩ - ٧٢، الأحكام السلطانية: ١٣٧).
ومقدار الجزية التي أخذها الرسول (صلى الله عليه وآله) من أهل نجران هي [أن يؤدوا له كل عام ألفي حلة، قيمة كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فبالحساب، ألف في صفر وألف في رجب، وثلاثين درعا عارية من حديد. (انظر كشف اليقين: ٢١٥ - ٢١٦، وإحقاق الحق: ٣ / ٤٦ - ٦٢، و: ٩ / ٧٠ - ٩١، وتفسير الكشاف للزمخشري: ١ / ٤٣٤. وانظر الكامل لابن الأثير: ٢ / ٢٩٤ مع اختلاف يسير في اللفظ، وقال الشيخ المفيد (رحمه الله): وكتب لهم النبي (صلى الله عليه وآله) كتابا بما صالحهم عليه، وكان الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لنجران وحاشيتها، في كل صفراء وبيضاء وثمرة ورقيق، لا يؤخذ منه شيء منهم غير ألفي حلة من حلل الأواقي، ثمن كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك، يؤدون ألفا منها في صفر، و ألفا منها في رجب، وعليهم أربعون دينارا مثواة رسولي مما فوق ذلك، وعليهم في كل حدث يكون باليمن من كل ذي عدن عارية مضمونة ثلاثون درعا وثلاثون فرسا وثلاثون جملا عارية مضمونة، لهم بذلك جوار الله وذمة محمد بن عبد الله، فمن أكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتى منه بريئة. وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا. الإرشاد: ١ / ١٦٩. وانظر كشف الغمة باب المناقب: ١ / ٣١٣ مع تفاوت يسير في بعض ألفاظه.
(٣) لاحظ المصادر التالية مع اختلاف بسيط في بعض الألفاظ، دلائل النبوة: ١ / ٢٩٧، تفسير ابن كثير:
٢
/ ٥٢ ط بيروت، خصائص الوحي المبين: ٦٨، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ح ١٧٣ - ١٧٥.
(٤) في (ب): وأخذ.
وقال الشوكاني في تفسيره: فغدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له. (فتح القدير: ١ / ٣٤٧) ومثله قال ابن كثير في تفسيره: ١ / ٣٧٦، وكذلك ابن هشام في سيرته: ١ / ٥٧٤. وأبو نعيم بإضافة لفظة (دلائل النبوة ٥ / ٣٨٥ " واقرا له بالخراج ". ط دار الكتب العلمية بيروت).
أما في تفسير الكشاف للزمخشري (١ / ٢٦٨، ط قم - البلاغة) ففيه: فأتى رسول الله وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها.
وقال الطبري: غدا النبي (صلى الله عليه وآله) محتضنا حسنا آخذا بيد الحسين وفاطمة تمشي خلفه. (تفسير الطبري:
٣ / ٢٩٧ - ٢٩٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) وهنا لم يذكر الإمام علي (عليه السلام) وربما من سهو القلم وسقوط الكلمة، وذلك لأنه ذكره في مكان آخر حين قال: وقال: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب... وساق الحديث إلى أن قال: أرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي و فاطمة و ابنيها الحسن والحسين، ودعا اليهود ليلاعنهم... (المصدر السابق: ٣ / ٣٠٠ ح ١٦٩ و ١٦٠ - ١٦٥).
أما الحاكم الحسكاني فإنه قال: فأخذ رسول الله بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين. (شواهد التنزيل: ١ / ١٥٨ / ١٦٨). وفي مكان آخر قال: فخرج رسول الله وأخذ بيد علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين. (المصدر السابق: ١ / ١٥٩).
أما في كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن المطهر الحلي (ص 214) ففيه: فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الغد، وقد جاء آخذا بيد علي (عليه السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) يمشيان بين يديه وفاطمة (عليها السلام) تمشي خلفه فسأل الأسقف عنهم... ومن أراد أن يستقصي مصادر الحديث فعليه الوقوف على المصادر التي ذكرناها سابقا والمختصه بأهل البيت (عليهم السلام) في أول البحث.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 123 124 125 126 127 128 129 130 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649