أعيى (1) المسود بها والسيدون فلم * يوجد لها غيرنا مولى ولا حكما (2) حتى إذا كان الشهر الثالث من مقتل عثمان وفي أواخر صفر دعا معاوية برجل (3) من بني عبس، فدفع إليه طومارا (4) مختوما على غير كتابة ليس في باطنه شيء وعنوانه: من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقال للعبسي: إذا دخلت بالمدينة (5) فأدخلها نهارا واعط عليا الطومار على رؤوس الناس، فإذا فضه وفتحه إلى آخره ولم يجد فيه شيئا فتراه يقول لك: ما الخبر؟ فقل له كيت وكيت بكلام أسره إلى [ال] - رسول.
ثم دعا معاوية بشير الجهني رسول علي فجهزه مع رسوله فخرجا جميعا فقدما المدينة في اليوم الثامن (6) من شهر ربيع الأول، فرفع رسول معاوية الطومار على يده عند دخوله المدينة، وتبعه الناس ينظرون ما أجاب [به] معاوية، وعلموا أنه يتعرض