الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١

فخرج زياد من عنده والناس ينظرونه فقالوا له: ما وراءك؟ قال: السيف، فعرفوا ما هو فاعل.
ثم إن عليا (رضي الله عنه) تجهز يريد الشام لقتال (1) معاوية، فدعا محمد ابن الحنفية (2) فأعطاه اللواء (3)، وولى (4) عبد الله بن عباس ميمنة (5)، وعمرو بن مسلمة (6) ميسرة، ودعا (7) أبا ليلى [بن] عمر بن الجراح ابن [أخي] أبي عبيدة بن الجراح مقدمته (8)، واستخلف على المدينة قثم بن العباس (9). وكتب إلى العراق إلى قيس بن سعد (10)،

(١) في (أ): لقتل.
(٢) محمد بن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب، ابن الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنفية من جذم بكر بن وائل، سبيت ثم أخذها علي (عليه السلام)، واختلفوا في كيفية سبيها، روى ابن أبي الحديد في شرح النهج: ١ / ٨١ من شرحه عن أنساب البلاذري أن بني أسد أغارت على بني حنيفة في أيام أبي بكر فسبوها منهم وقدموا بها المدينة فباعوها من علي وبلغ قومها خبرها فأتوا عليا وأخبروه بموضعها منهم، فأعتقها ومهرها وتزوجها فولدت محمدا فكناه أبا القاسم.
وقيل: إن خالدا قاتل أهلها في حرب الردة وسباها ودفعها أبو بكر إلى علي. (انظر المعارف لابن قتيبة:
٢١٦).
(٣) انظر تاريخ الطبري: ٣ / ٤٦٥، و: ٥ / ٢٠٧ ط أخرى، وتاريخ ابن أعثم: ١ / ٤٧٨ ومروج الذهب: ٢ / ١٣.
(٤) في (أ): فجعل.
(٥) سبق وأن ترجمنا له. أما أنه على الميمنة فقد ذكر ذلك الطبري في تاريخه: ٣ / ٤٦٥، و: ٥ / ٢٠٨ ط أخرى.
(٦) قيل: عمرو بن سفيان بن عبد الأسد كما ذكره الطبري في تاريخه: ٣ / ٤٦٥. أما ابن قتيبة في معارفه:
١٣٦ فذكره باسم عمر بن أبي سلمة، وهو ربيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان عمر مع علي يوم الجمل.
(٧) في (أ): وجعل.
(٨ - ٩) انظر تاريخ الطبري: ٣ / ٤٦٥.
(١٠) راجع المصدر السابق، وتاريخ الإسلام للذهبي: ٢ / ١٤٩، وتاريخ ابن خياط: ١ / ١٨٠، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم: ٤٤٩ وهو القائل للنعمان بن بشير وكان مع معاوية يوم الجمل: انظر يا نعمان، هل ترى مع معاوية إلا طليقا أو أعرابيا أو يمانيا مستدرجا بغرور، انظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون الذين رضي الله عنهم، ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك وصويحبك - يعني مسلمة بن مخلد - ولستما ببدريين ولا عقبيين ولا أحديين، ولا لكما سابقة في الإسلام ولا آية في القرآن، ولعمري لئن شغبت علينا لقد شغب علينا أبوك. وقال قيس في ذلك شعرا. ولما رأى معاوية قوة قيس وعدم متابعته على أمره شق عليه ذلك فاختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد فقرأه على أهل الشام وكانت لمعاوية قبل هذا سابقة في الوضع والدس. انظر الطبري: 5 / 229، شرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 24).

(٣٦٩)