الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٥٠
أمركم من اخترتموه (1) رضيت به، فقالوا: ما نختار غيرك و [إنا] لا نعلم أحدا أحق بهذا (2) الأمر منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب قرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: فإن كان [و] لابد ففي المسجد فإن بيعتي [لا] تكون خفية. وكان كلامهم له (رض) في بيته (3). وقيل: في حائط لبني عمرو بن مبذول (4).
فخرج إلى المسجد (5) فقام إليه الناس فبايعوه، وكان أول من بايعه طلحة بن

(١) في (ب): اخترتم.
(٢) في (ب، د): به منك.
(٣) رويت بيعة الإمام علي (عليه السلام) بطرق متعددة ولكن نختصر المقام على الطبري والبلاذري للاختصار ثم نشير إلى المصادر التي تذكر البيعة. قال الطبري: ٥ / ١٥٢ - ١٥٣، و: ١ / ٣٠٦٦ ط أوروبا ما نصه:
فأتاه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولابد للناس من إمام ولا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: لا تفعلوا فإني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا فقالوا: لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك. قال ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين...
وروى بسند آخر وقال: اجتمع المهاجرون والأنصار فيهم طلحة والزبير فأتوا عليا فقالوا: يا أبا الحسن، هلم نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمركم، أنا معكم فمن اخترتم فقد رضيت به، فاختاروا والله، فقالوا: والله ما نختار غيرك، قال: فاختلفوا إليه بعد ما قتل عثمان (رض) مرارا ثم أتوه في آخر ذلك، فقالوا له: إنه لا يصلح الناس إلا بإمرة وقد طال الأمر، فقال لهم: إنكم قد اختلفتم إلي وأتيتم، وإني قائل لكم قولا إن قبلتموه قبلت أمركم وإلا فلا حاجة لي فيه...
وروى البلاذري في أنساب الأشراف: ٥ / ٧٠: وخرج علي فأتى منزله، وجاء الناس كلهم يهرعون إلى علي، أصحاب النبي وغيرهم، وهم يقولون: إن أمير المؤمنين علي، حتى دخلوا داره فقالوا له:
نبايعك، فمد يدك فإنه لابد من أمير، فقال علي: ليس ذلك إليكم إنما ذلك إلى أهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليا (عليه السلام) فقالوا: ما نرى أحدا أحق بهذا الأمر منك... ومثله جاء في الأخبار الطوال: ١٤٠ والعقد الفريد: ٢ / ٩٣.
(٤) ذكر ذلك الطبري في تاريخه: ٥ / ١٥٣، أما في الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ١ / ٦٦ فقد ذكر حائط بني مازن. وفي (ب): مندول.
(٥) خرج إلى المسجد وعليه إزار وطاق وعمامة خز ونعلاه في يده متوكئا على قوس فبايعه الناس. ذكر ذلك ابن الأثير في الكامل: ٣ / ١٩٠، وتاريخ الطبري: ٣ / 450، وشرح النهج لابن أبي الحديد:
1 / 240 ط وتحقيق محمد أبو الفضل: 4 / 8 - 9.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 348 349 350 351 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست