الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٦١
تسير إلى الشام فقد وليتكها (1)، فقال ابن عباس: ما هذا برأي، معاوية رجل من بني أمية، وهو ابن عم عثمان وعامله، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان، وأن أدنى ما هو صانع بي وإن أحسن إلي أن يحبسني ويحتكم في لقرابتي منك، وكلما حمل عليك حمل علي، ولكن أرسل إليه الكتاب الذي كتبته تستقدمه (2) فيه وانظر ماذا يجيب. قال: فأرسل إليه علي [الكتاب] مع بشير الجهني (3)، فلما قدم على معاوية بالكتاب فأخذه منه ووقف على ما فيه ولم يجب عليه بشيء. وكلما تنجز جوابه لم يزده على قوله:
أدم إدامة حصن أو جدا (4) بيدي * حربا ضروسا تشب الجزل والضرما في جاركم وابنكم إذ كان مقتله * شنعاء شيبت (5) الأصداغ (6) واللمما (7)

(١) ذكر ذلك ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: ١ / ٦٧ باختلاف يسير. قال علي: فإني قد وليتك الشام فسر إليها. قال: قلت: ليس هذا برأي، أترى معاوية وهو ابن عم عثمان مخليا بيني وبين عمله، ولست آمن إن ظفر بي أين يقتلني بعثمان، وأدنى ما هو صانع أن يحبسني ويحكم علي، ولكن اكتب إلى معاوية فمنه وعده، فإن استقام لك الأمر فابعثني. قال: ثم أرسل بالبيعة إلى الآفاق وإلى جميع الأمصار، فجاءته البيعة من كل مكان إلا الشام، فإنه لم يأته منها بيعة. فأرسل إلى المغيرة بن شعبة، فقال له: سر إلى الشام فقد وليتكها. قال: تبعثني إلى معاوية وقد قتل ابن عمه، ثم آتيه واليا، فيظن أني من قتلة ابن عمه؟
ولكن إن شئت أبعث إليه بعهده، فإنه بالحري إذا بعثت له بعهده أن يسمع ويطيع. فكتب علي إلى معاوية:
أما بعد فقد وليتك ما قبلك من الأمر والمال فبايع من قبلك، ثم أقدم إلي في ألف رجل من أهل الشام.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية: ٧ / 185 أن عليا ولى الشام سهل بن حنيف.
(2) في (أ): مستقدمه.
(3) ذكر الطبري في: 3 / 464: وكان رسول أمير المؤمنين إلى معاوية سبرة الجهني فقدم عليه فلم يكتب معاوية بشيء ولم يجبه ورد رسوله وجعل كلما تنجز جوابه لم يزد على قوله....
(4) في (أ): فخذ.
(5) في (أ): شيت.
(6) في (د، أ): الأضلاع.
(7) في (أ): اللمسما.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 367 368 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649