الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٥٨
وقلت (1) له أرسل إليه بعهده * إلى الشام (2) حتى يستقر معاوية ويعلم أهل الشام إن قد ملكته * وأم ابن هند بعد ذلك هاوية فتحكم فيه ما تريد (3) فإنه * لداهية فارفق به أي (4) داهية فلم يقبل النصح الذي جئته به (5) * وكانت له تلك النصيحة كافية ثم إن المغيرة بن شعبة هرب إلى مكة وكان يقول: نصحت عليا فلما لم يقبل غششته (6).
وعن ابن عباس (رض) قال: أتيت عليا (رض) بعد مبايعة الناس له فوجدت [عنده]: المغيرة بن شعبة مستخليا به فقلت له بعد أن خرج [من عنده]: ما كان يقول لك هذا؟ فقال: قال لي قبل يومه (7): إن لك حق الطاعة والنصيحة، وأنت بقية الناس وإن الرأي اليوم يحرز ما في غد وإن الضياع اليوم يضيع به ما في غد، وأشير عليك بشور وهو: أن تقرر معاوية، وابن عامر، وعمال عثمان على عملهم حتى تأتيك بيعتهم وتسكين الناس، ثم اعزل من شئت منهم وابق من شئت، فأبيت عليه (8) ذلك وقلت: لا أداهن في ديني ولا أعطي الدنية في أمري، قال: فإن كنت

(1) في (ج): فقلت.
(2) في (د): على الناس.
(3) في (ب): أردت.
(4) في (ج، د): وابن.
(5) في (ب، د): قد أتيته.
(6) ذكر هذه الأبيات صاحب مروج الذهب في: 2 / 414، و: 2 / 16 - 17 ط أخرى لكنها غير واضحة في بعض المواضع وكان مطلعها:
منحت عليا في ابن حرب نصيحة * فرد فما منى له الدهر ثانية وذكر القصة أيضا الطبري في تاريخه: 5 / 160 وابن أعثم في الفتوح: 17 / 446.
(7) في (ج): قبل مرته هذه.
(8) في (د): على.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست