الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٥٧
وإلا حاكمته إلى الله تعالى (1).
فخرج عنه [المغيرة] (2) وقال: نبيت (3) هذا اليوم [واصبر] إلى غد آتيك إن شاء الله تعالى ثم ننظر ماذا يكون. فلما كان من الغد جاءه المغيرة بن شعبة وقال له:
يا أمير المؤمنين، إني قد جئتك بالأمس وأشرت عليك بما أشرت وخالفتني فيه، ثم إني بت ليلتي هذه فرأيت أن الرأي ما رأيت فأرسل إلى معاوية بالكتاب الذي كتبته فإن قدم وإلا فاعزله فهو أهون شوكة وأضيق عطنا وول من تثق به، قال:
أفعل إن شاء الله تعالى، فخرج عنه المغيرة بن شعبة وهو يقول:
نصحت عليا في ابن هند نصيحة (4) * فرد فما منى له الدهر (5) ثانية

(١) ذكر صاحب وقعة صفين نصر بن مزاحم تحقيق وشرح عبد السلام هارون: 52 الطبعة الثانية القاهرة ص 52 تحت عنوان كتاب علي إلى جرير جاء فيه: وإن المغيرة بن شعبة قد كان أشار علي أن أستعمل معاوية على الشام وأنا بالمدينة، فأبيت ذلك عليه، ولم يكن الله ليراني أتخذ المضلين عضدا، فإن بايعك الرجل، وإلا فأقبل. وأنظر الفتوح لابن أعثم: 1 / 446.
(2) ذكر الطبري في تاريخه: 3 / 459 قال: فخرج من عنده وعاد إليه من الغد فقال - يعني المغيرة - إني أشرت عليك بالأمس برأي وإن الرأي إن تعاجلهم بالنزوع فيعرف السامع من غيره ويستقبل أمرك.
أما ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة: 1 / 67 قال: وكان ابن عباس غائبا بمكة المشرفة، فأقبل إلى المدينة وقد بايع الناس عليا. قال ابن عباس: فوجدت عنده المغيرة بن شعبة، فجلست حتى خرج، ثم دخلت عليه، فسألني وساءلته ثم قلت له: ما قال لك الخارج من عندك آنفا؟ قال لي قبل هذه الدخيلة:
أرسل إلى عبد الله بن عامر بعهده على البصرة وإلى معاوية بعهده على الشام، فإنك تهدي عليك البلاد، وتسكن عليك الناس. ثم أتاني الآن فقال لي: إني كنت أشرت عليك برأي لم أتعقبه، فلم أر ذلك رأيا، وإني أرى إن تنبذ إليهما العداوة، فقد كفاك الله عثمان، وهما أهون موته منه، فقال له ابن عباس. أما المرة الأولى نصحك فيها، وأما الثانية فقد غشك فيها.
وذكر ابن أعثم في الفتوح مثل ذلك باختلاف بسيط كما في: 1 / 446، وذكر خمسة أبيات في الهامش رقم 2 نقلا عن مروج الذهب: 2 / 16 - 17.
(3) في (ب): نتثبت.
(4) في (ب): مقالة.
(5) في (د): فردت فلا يسمع لها الدهر.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649