الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٥٩
أبيت علي فانزع من شئت واترك معاوية فإن لمعاوية جرأة وهو في أهل الشام يطيعونه ويسمعون منه، وتلك حجة في إبقائه فإن عمر بن الخطاب ولاه الشام في خلافته، فقلت: لا والله لا أستعمل معاوية يومين، فانصرف من عندي وأنا أعرف منه أنه يرى أني مخطئ، ثم عاد إلي الآن فقال: إني أشرت إليك أول مرة بالذي أشرت وخالفتني (1) فيه ثم رأيت بعد ذلك أن تصنع الذي رأيت أن تعزل من تختار وتستعين بمن تثق به فقد كفى بالله تعالى وهو أهون شوكة وأقل عددا. قال ابن عباس (رضي الله عنه): فقلت لعلي (عليه السلام): إنما المرة الأولى فقد نصحك، وأما المرة الثانية فقد غشك (2).
قال: وكيف نصحه لي؟ قلت: لأن معاوية وأصحابه أهل دنيا فمتى أثبتهم وأبقيتهم على عملهم لا يبالون من ولي هذا الأمر، ومتى تعزلهم يقولون أخذ هذا الأمر بغير شورى (3)، وهو قتل صاحبنا (4)، ويؤلبون (5) عليك فينتقض عليك أهل

(1) في (ب): فخالفتني.
(2) ذكر هذه القصة الطبري في: 3 / 459 منشورات مؤسسة الأعلمي بيروت: قال جاءني أمس بذية وذية وجاءني اليوم بذية وذية، فقال: أما أمس فقد نصحك وأما اليوم فقد غشك... وساق الحديث إلى أن قال: وقال المغيرة: نصحته والله فلما لم يقبل غششته، وخرج المغيرة حتى لحق بمكة.
ونقل الطبري أيضا في: 3 / 460 قال ابن عباس:.... فوجدت المغيرة مستخليا به فحبسني حتى خرج من عنده فقلت: ما ذا قال لك هذا؟ فقال: قال لي قبل مرته هذه: أرسل إلى عبد الله بن عامر وإلى معاوية وإلى عمال عثمان بعهودهم تقرهم على أعمالهم ويبايعون لك الناس فإنهم يهدئون البلاد ويسكنون الناس، فأبيت ذلك عليه يومئذ وقلت له: والله لو كان ساعة من نهار لا جتهدت فيه رأيي ولا وليت هؤلاء ولا مثلهم يولي قال: ثم انصرف من عندي وأنا أعرف فيه أنه يرى أني مخطئ، ثم عاد إلي الآن فقال: إني أشرت عليك أول مرة بالذي أشرت وخالفتني فيه ثم رأيت بعد ذلك رأيا وأنا أرى أن تضع الذي رأيت فتنزعهم وتستعين بمن تثق به فقد كفى الله وهم أهون شوكة مما كان... ومثل ذلك جاء في كتاب الإمامة والسياسية لابن قتيبة في: 1 / 67 مع اختلاف بسيط.
(3) في (أ): حق.
(4) في (أ): أصحابنا.
(5) في (أ): يولون.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649