أبيت علي فانزع من شئت واترك معاوية فإن لمعاوية جرأة وهو في أهل الشام يطيعونه ويسمعون منه، وتلك حجة في إبقائه فإن عمر بن الخطاب ولاه الشام في خلافته، فقلت: لا والله لا أستعمل معاوية يومين، فانصرف من عندي وأنا أعرف منه أنه يرى أني مخطئ، ثم عاد إلي الآن فقال: إني أشرت إليك أول مرة بالذي أشرت وخالفتني (1) فيه ثم رأيت بعد ذلك أن تصنع الذي رأيت أن تعزل من تختار وتستعين بمن تثق به فقد كفى بالله تعالى وهو أهون شوكة وأقل عددا. قال ابن عباس (رضي الله عنه): فقلت لعلي (عليه السلام): إنما المرة الأولى فقد نصحك، وأما المرة الثانية فقد غشك (2).
قال: وكيف نصحه لي؟ قلت: لأن معاوية وأصحابه أهل دنيا فمتى أثبتهم وأبقيتهم على عملهم لا يبالون من ولي هذا الأمر، ومتى تعزلهم يقولون أخذ هذا الأمر بغير شورى (3)، وهو قتل صاحبنا (4)، ويؤلبون (5) عليك فينتقض عليك أهل